حثت الشريعة الاسلامية علي تكريم الأم وبرها, فقد شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والاحسان إليهما وصلة جميع القربي وخص الأم بمزيد من العناية. وتباين رأي علماء الدين حول الاحتفال بعيد الأم فمنهم من يري أنها بدعة وتقليد للغرب يجب الابتعاد عنها بينما يري آخرون أنها مناسبة اجتماعية تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية. يقول الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر الاحتفال الاجتماعي السنوي بيوم الأم لا بأس به فليس بسنة تتبع ولا بدعة تجتنب وينظم ذلك حديث وقاعدة. أما الحديث أنتم أدري بشئون دنياكم وأما القاعدة حينما كانت المصلحة فثم شرع الله. فمناسبة الأم إجتماعية تتفق مع المبادئ والمقاصد العامة للتشريع الاسلامي وليس كل فرض تركه النبي صلي الله عليه وسلم يدل علي المنع بلاغا فهل من مدكر.
ويضيف الدكتور كريمة: للأسف يغيب عن المسلمين فقه المصطلح فهناك فروق بين مصطلح عيد, وموسم ومناسبة فالعيد في الحقيقة يذهب إلي الفطر والنحر ومجازا في غير ذلك أما المواسم فهي تشمل المواسم الدينية علي وجه الخصوص كأيام التشريق وعاشوراء. أما المناسبات فهي تشمل الاجتماعية والوطنية فلو فقه من يتصدي ويفتري علي الاسلام بذلك لأثني صوابا ولكن لغياب المرجعية الفقهية والآلية العلمية السلمية نري اجتراء وافتراء علي التشريع قد قال عز وجل إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون سورة النحل وقال النبي ا لكريم أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار.
و يؤكد الدكتور عبدالفتاح إدريس استاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أنه لا يوجد في الاسلام إلا عيدان فقط والدليل علي هذا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما هاجر إلي المدينة وجد أهلها يحتفلون بأيام لها ذكر عندهم فقال لهم قد أبدلكم الله بخير منهما يوم الفطر ويوم الأضحي. و يوم تكريم الأم أو البر بها من المعروف أنها عادة غربية والمسلمون لهم معتقداتهم وديانتهم وأعيادهم الخاصة التي لا ينبغي أن تكون تقليدا لعادات الغرب وليس للأم إذا أردنا أن نبر بها يوم واحد في ا لسنة ولكن البر بها ينبغي أن يكون في كل أيام السنة. والبر ليس خاصا بالأم فقط وإنما ينبغي أن يكون بالوالدين لأن الله تعالي أوصانا بالبر بهما في آيات كثيرة منها وقضي ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. وقال سبحانه في آية أخري وصاحبهما في الدنيا معروفا.. وليس من الاحسان بالوالدين أو مصاحبتهما بالمعروف في الدنيا أن يبر الانسان بأمه وفقا لعادة غربية ويجحد بره بأبيه وذلك لأن الدعوة إلي تكريم الأم والبر بها في هذا اليوم هو إغراء بعقوق الاب والشريعة لم تفرق بينهما في البر فجعلت البر بينهما فرضا ولهذا فإن الأوضاع لهذه العادة الكافرة التي يدعو إليها الغرب لا ينبغي أن تكون عند المسلم المنتمي لدينه فضلا عن هذا أن هؤلاء الذين يدعون لتكريم الأم في هذا اليوم فقط وفي سائر أيام السنة يكون العقوق وهذا ما نشاهده في دور العجزة ومآوي الأرامل وكبار السن حيث يتم الاحتفال بهم في الأمس القريب ولا يسأل عنهم فيما بعد.
وأوضح الدكتور إدريس أن تكريم الوالدين يجب أن يستمر علي مدار العام وألا يقتصر علي الأم فقط ويوم واحد خلال العام.