الأحد 5 أكتوبر 2025.. البورصة تحقق سادس مستوى تاريخي جديد في 6 جلسات    إطلاق صندوق للاستثمار النقدي بالجنيه المصري بعد موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية    وفد الحركة فى القاهرة اليوم… ضجة كبيرة في دولة الاحتلال بعد موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    الشرع خلال تفقده سير انتخابات مجلس الشعب: بناء سوريا مهمة جماعية    بعد تسليم نفسه.. رحلة فضل شاكر المتأرجحة بين العنف والغناء    قبل تسليم نفسه.. أغاني فضل شاكر تحقق أعلى الأرقام عبر منصات الاستماع    أمين المجلس الأعلى للجامعات يشارك في احتفالية اليوم العالمي لسلامة المريض    توقيع بروتوكول تعاون بين "صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري" و"بنك نكست"    رئيس الوزراء يتابع موقف مشروعات تطوير البُنى التحتية وأنظمة التأمين بالمطارات    وزيرة البيئة تبحث مع محافظ الفيوم الموقف التنفيذي للمشروعات التنموية والخدمية    وزارة الصحة تعلن قائمة المستشفيات المعتمدة لإجراء الكشف الطبي لمرشحي مجلس النواب    الأوقاف تعقد 673 مجلسا فقهيا حول أحكام التعدي اللفظي والبدني والتحرش    الرئيس السيسي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة    اللجنة المصرية بغزة: المخيم التاسع لإيواء النازحين يعد الأكبر على مستوى القطاع    ثلاثي الدوري المصري يُزينون قائمة منتخب المغرب في كأس العرب    أون سبورت تنقل مباراة بيراميدز والجيش الرواندي في دوري أبطال أفريقيا    الأهلي: الشحات لا ينتظر حديث أي شخص.. وهذه كواليس تألقه في القمة    3 عقبات تعرقل إقالة يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك .. تعرف عليها    "الجمهور زهق".. أحمد شوبير يشن هجوم ناري على الزمالك    إصابة 14 شخصا إثر انقلاب ميكروباص على الطريق الساحلي بالإسكندرية    وفد من الوزارة لمناقشة ما يخص مدارس التعليم الفني لتطوير البرامج الدراسية    محافظ المنوفية يجتمع بأهالي قرية دلهمو للاستماع لمطالبهم حول أزمة ارتفاع منسوب النيل    طفل يقود سيارة برعونة في الجيزة.. والأمن يضبط الواقعة ووالده المقاول    رئيس الوزراء يُصدر قراراً بتشكيل اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام المصري    قصور الثقافة في الأقصر وأسوان وقنا والبحر الأحمر تحتفل بذكرى نصر أكتوبر المجيد    مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الشرقية    هل قصّ الأظافر ينقض الوضوء؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي    واعظة بالأوقاف توضح كيفية التعامل مع «مشكلة الخيانة الزوجية»    سعر صرف العملة الخضراء.. أسعار الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 5-10-2025    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام بيرنتفورد.. غياب مرموش    تشكيل يوفنتوس المتوقع أمام ميلان في الدوري الإيطالي    فاتن حمامة تهتم بالصورة وسعاد حسني بالتعبير.. سامح سليم يكشف سر النجمات أمام الكاميرا    ماجد الكدواني يحتفل بعرض «فيها إيه يعني» في السعودية    نجوم المشروع الوطني للقراءة يضيئون معرض دمنهور الثامن للكتاب    الصحة الفلسطينية: 3 جرحى برصاص الاحتلال أحدهم في حالة خطرة    وزير الدفاع الإسرائيلي: نزع سلاح حماس في نهاية خطة ترامب    سوريا تنتخب أول برلمان بعد بشار الأسد في تصويت غير مباشر    ألونسو يكشف مدى إصابة مبابي وماستانتونو عقب مباراة فياريال    نائب وزير الصحة يشيد بخدمات «جراحات اليوم الواحد» وموقع مستشفى دمياط التخصصي    بالتعاون مع «الصحة».. مطار القاهرة الدولي يطلق خدمة لتعزيز الجاهزية الطبية    أسعار مواد البناء اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    الخميس المقبل إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى 6 أكتوبر    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. عقد 213 مجلس فقه بمساجد شمال سيناء    تركت رسالة وانتحرت.. التصريح بدفن عروس أنهت حياتها بالفيوم    إصابة 9 فتيات في حادث تصادم بطريق بني سويف – الفيوم    تاجيل طعن إبراهيم سعيد لجلسة 19 أكتوبر    «تعليم القاهرة» تهنئ المعلمين في اليوم العالمى للمعلم    رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى يلتقى بالوفد السودانى لبحث فرص الاستثمار    اتهام إسرائيل باحتجاز جريتا ثونبرج بزنزانة موبوءة بالحشرات وإجبارها على حمل أعلام    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    صحة الأقصر... بدء حملة التطعيم المدرسي للعام الدراسي 2024 / 2025    أيقونات نصر أكتوبر    136 يومًا تفصلنا عن رمضان 2026.. أول أيام الشهر الكريم فلكيًا الخميس 19 فبراير    اليوم.. محاكمة 5 متهمين في قضية «خلية النزهة الإرهابية» أمام جنايات أمن الدولة    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    «اللي جاي نجاح».. عمرو سعد يهنئ زوجته بعيد ميلادها    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    أبواب جديدة ستفتح لك.. حظ برج الدلو اليوم 5 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في المشهد الأمريكي لنهاية التاريخ.. مصر إلي أين؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 17 - 03 - 2013

في صيف عام2006 جمعتني صحبة طيبة في العاصمة البريطانية لندن ببعض قدامي الأصدقاء من جماعة الإخوان المسلمين من بينهم الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية والدكتور محمد أحمد إبراهيم والدكتور محمد عبدالغني حسنين أعضاء مكتب الإرشاد
وقلت لهم يومئذ بالحرف أن نظام مبارك قد انتهي عالميا واستنفد وأن الإتجاهات السياسية العالمية أو النظام العالمي الجديد يري أن مصر لابد أن تكون قوة عالمية في الشرق الأوسط مثلها مثل تركيا, وأن يحكمها الإخوان المسلمين فهم القوة الوحيدة المنظمة التي عنيت بتدريب وتثقيف كوادرها, وعنيت بالانتشار الشعبي, والوحيدة التي يمكن أن تحكم مصر وقلت تحديدا إنني أتصور أن رئيسا مثل المهندس خيرت الشاطر قد يكون رئيسا لمصر مقبولا من كافة الإتجاهات العالمية, وأن الأخ حسن مالك تحديدا وجه مقبول كرئيس للوزراء أو وزير للاقتصاد, لم يكن ذلك رجما بالغيب وإنما قراءة لما بين السطور في عدة مقالات غربية علي مدار أعوام.
ولم يلق حديثي قبولا لديهم علي الإجماع بل ربما أثار موجة من الضحك واتهمني الأصدقاء بإنني لم أزل علي العهد منذ الصبا أحلق في سماء الأحلام المستحيلة ولم أزل حتي الآن علي رأيي, ولم يزالوا هم أيضا علي رأيهم رغم تحقق جزء كبير مما قلته في ذلك الوقت, إلا أنهم يؤمنون بأن أمريكا علي رأس النظام العالمي تنصب لهم فخا لإفشالهم, وأراهم مخطئين فأمريكا تظن أنها تصنع يوم القيامة, ووجود الإخوان أو مثلهم علي رأس الحكم في مصر هو أحد العناصر الرئيسية لهذا التصور التوراتي, وما زلت أري أن مصر بمساعدة عالمية شبه حتمية سوف تنمو, وتزدهر, وتصبح قوة عظمي في منطقة الشرق الأوسط اقتصاديا وسياسيا وعسكريا قادرة علي استرجاع فلسطين في الفترة من2017 إلي2027 وهو تاريخ له معناه التوراتي, وسوف يستمر حكم التيار الإسلامي بها ما لا يقل عن ثلاث دورات رئاسية متتالية, تحدث فيها من الأحداث ما لا يخطر علي بال شعوب المنطقة, وكل ذلك لأن الله ينصر هذا الدين ولو سعوا لهدمه, وسوف ينقلب صدام الحضارات الجاري تسعيره علي قدم وساق إلي ربيع المنطقة الحقيقي, وعصر سيادة الإسلام ونهاية التاريخ فعلا, وفناء الشيطان الأكبر علي الأرض.
في عام1992 بعد سنتين من إستقرار الحكم في أمريكا للرئيس بوش الأب المهندس الأكبر للسياسة الأمريكية في الفترة من1970 إلي2010 وضع أستاذ العلوم السياسية والإقتصادية الأمريكي فرانسيس فوكوياماFRANCISFUKUYAMA كتابه المشهور( نهاية التاريخ) يري فيه أن البشرية قد وصلت بالحضارة الغربية إلي منتهي ما يمكن أن تصل إليه موصيا بأن شيئا جديدا واجب الحدوث حتي لا يتوقف التقدم, ونهاية التاريخ التي يشير اليها الكاتب لا تخلو من تصور توراتي, فدور الانسان عندما ينتهي يبدأ دور الرسل والتدخل الإلهي.
وفي عام1996 وضع أستاذ العلوم السياسية والإقتصادية الأمريكي صمويل هنتنجتونSAMUELP.HUNTINGTON كتابه الشهير صدام الحضارات الذي يعتبر الحلقة التالية لكتاب فوكوياما وتصوره في هذا الكتاب رشح الإسلام للصدام مع الحضارة الغربية, كي ينتهي الصدام بسيادة الأخيرة علي الكون وهذا الصدام الذي يشير إليه لا يخلو أيضا من تصور توراتي وهو حرب نهاية التاريخ حينما يتحالف ملك الشمال( تركيا) مع ملك الجنوب( مصر) علي حرب إسرائيل وتنتهي بنزول المسيح وانتصار الفكر والحضارة الغربية بقيادته علي الإسلام.
الكتابان صاحبا موجة إرتفاع مد الفكر اليميني المحافظ في أمريكا وساعدا في الحملة التي روجها هذا الإتجاه من العداء للإسلام وشيطنته ووصفه بالإرهاب وحتمية الحرب عليه.
هذه التصورات التوراتية تحتاج أحداثا متتالية تؤدي إليها, أولها إيقاظ العدو( الاسلام) وتأهيله للصدام ثم تهيئة الأحداث التي تؤدي إلي الصدام المؤدي إلي حرب نهارية التاريخ, والكتابان وما حويا من أفكار لا يخرجان عن كونهما صورة عصرية في ثوب أكاديمي تروج للتصور الصهيوني البروتستانتي الأمريكي لسيناريوهات نهاية التاريخ كما استقاها مفكرو الW.A.S.P أو البيض الانجلوساكسون البروتستانت, أو شعب الله المختار الذي سوف يقود البشرية إلي حرب هرمجدون التي تؤدي إلي النزول الثاني للمسيح وحكمه الأرض الألف عام السعيدة, التي يكبل فيها الشيطان ويسود العدل والسلام.
والعدل والسلام هنا هو الحضارة الغربية التي يرون أنها المسيحية الملهمة اليهم في أكمل صورة للدين الإبراهيمي, وانهم الW.A.S.P شعب الله المختار منذ ما قبل الخلقPREDESTINATION المكلف بهذه المهمة المقدسة, وفي هذا التصور تتحالف مصر مع باقي أشتات الشعوب العربية بعد تقسيمها إلي دويلات أو قبائل مع ملك الشمال وملك الشرق والاحباش لتغزو إسرائيل وتنجح إلي أن ينزل الرب لإغاثة شعبه, وهنا يؤمن شعب مصر كله بالمسيح وتؤمن باقي البرية
فهل الربيع العربي الذي نعيشه اليوم هو فصل من فصول التصور التوراتي الأمريكي لنهاية التاريخ؟! والإنتصار النهائي علي الإسلام؟! كما يخططون وهل تكون ثماره كما يتصور المخططون؟ أم كما وعد الله المؤمنين.. تكاد إرهاصات يوم القيامة تتطابق في تصور الرسالات الإبراهيمية الثلاثة وتكاد تكون معظم أحداثها قد وقعت وما أعتي القوي البشرية واطغاها إلا جنود لله يحقق بهم إرادته وما يعلمون, قال الله تعالي( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين), سورة الأنفال: آية30]
الربيع العربي ودوره في نهاية الأيام
رغم عدالة وصدق الغضب الشعبي في ثورات الربيع العربي, هل هناك احتمال أن هذا المشهد بجملته كان مخططا له أمريكيا بما في ذلك التمهيد له بدعم فترات الطغيان التي مهدت وأدت إليه حتي إذا حان الموعد أشعلت براكين الغضب المكتوم وزكت نيرانه؟ وانطلقت ثورات الشعوب بغير موعد ولا قيادة, وتم توجيهها من الخارج إلي حيث يريد أعداء الشعوب لا إلي ما تريده الشعوب, نظرية المؤامرة تبدو لنا لونا من ألوان الخيال الأدبي الجذاب وغير الواقعي رغم أن الواقع الفعلي للتاريخ الغربي كله يدور حول نظرية المؤامرة وفكرة نظرية المؤامرة ابتدعها الإعلام الغربي للتهوين من شأن المؤامرات إذا كشفت وهذا ما حدث بالفعل.
فقد صنع الغرب صدام حسين بتعاون مخابراتي مصري أمريكي وصعد للقمة وقاد العرب لتنفيذ مراحل من المؤامرة الأمريكية ونفذت وانتهي دوره وأطلقت عليه رصاصة النهاية ولم يزل البعض يعبدونه من دون الله.
وكتب الملك حسين كتابه الشهير الذي اختفي ولم يبق له من أثر سوي رد الكاتب المصري إبراهيم نافع عليه في مقاله الشهير( الكتاب الأبيض لصاحب التاريخ الأسود) وفي كتابه الأبيض قال الملك حسين كلنا عملاء أولنا الملك فهد وآخرنا حسني مبارك وما زلنا لا نصدق0 حتي عندما صرخ الأمير عبد الله ولي العهد السعودي آنذاك في وجه القذافي قائلا انت مين جابك ولم يحر الأخير جوابا ولم نشغل نحن بالنا بالموضوع الذي نقلته علي الهواء كل وسائل الاعلام اتهام صريح بالعمالة وأدي القذافي رسالته وانتهي دوره واطلقت عليه رصاصة النهاية ومازلنا في غمامة.
تاريخ المنطقة العربية مع الغرب منذ نشأة الحركة الصهيونية العالمية كله يقطع بأننا عشنا مؤامرة تعددت فصولها من تحطيم أمة الخلافة الإسلامية التي كانت تتربع علي50% من بترول العالم بالاحتلال وتأليب الأقليات, وبتزكية النعرات القومية, فالثورات فالحروب العالمية فالانتداب, وتقسيم ما بقي من تركة الخلافة, حتي التقسيم كان ينطق بالمؤامرة, فعندما دخل اللورد جنرال ادموند اللنبي المدينة المقدسة القدس ترجل ودخلها علي قدميه من بوابة يافا إحتراما للمدينة المقدسة.
لقد كان أول مسيحي منذ ثمانية قرون يحكم المدينة, وقال الآن انتهت الحروب الصليبية, نفس الأمر فعله القائد الفرنسي هنري جورود عندما دخل دمشق في1920/7/23 توجه إلي قبر صلاح الدين مباشرة وركله قائلا الحروب الصليبية انتهت الآن, هذه مشاعر دينية متدفقة لا تناسب تسليم المدينة لليهود والمسلمين مناصفة إلا إذا كان في الأمر خبيئة ومؤامرة, وحتي خطط تقسيم تركيا بين الأرمن والإغريق والطليان والروس ذابت كلها بلا مبرر وعلي العكس عملت انجلترا بحماس خفي علي الإبقاء علي تركيا والعهدة بها إلي زعيم مصنوع من يهود الدونما والجيش الذي رضع العلمانية من مدارس الإرساليات لتبقي تركيا علمانية ثمانين عاما إلي موعد معلوم0 لقد كان أمرا مرتبا بصورة مسرحية هزم فيها الغازي كمال أتاتورك قوات الإغريق والأرمن والطليان وأصبح معبود الجماهير فمحا في لحظات ما جاهدت بريطانيا العظمي فيه أربعة قرون في الهند وفشلت في محو الوجه الإسلامي للأمة.
وبتكرار السيناريو في معظم أقطار الخلافة الممزقة انسلخ عالم الخلافة من جلده الإسلامي ولطخ معالم وجهه بمساحيق التجميل من عادات الحضارة الغربية, فحكم البلاد طغاة من العسكر عبدتهم الشعوب وتراجعوا بها إلي الخلف عشرات الأعوام في مواجهة عالم كله يسير إلي الأمام وكل ذلك أيضا إلي موعد معلوم. موعد لم يكن في الأفق ما ينبئ به أو يؤدي إليه فأحداث تونس ومصر وليبيا وسوريا وما سوف يتبعها محيرة وتثور حولها آلاف من علامات الإستفهام.
وكلما كشفت لنا الأيام عن الحقائق يكون تاريخ البكاء والغضب قد انتهي واعتدنا الواقع الذي كنا لا نتصور يوما أن نقبله, وهو أيضا( تاريخ المنطقة مع الغرب) يقطع بأمرين ربما يصطدمان بعقائد رسخت في اذهاننا ويصعب علينا تغييرها لكن الأمر يستدعي التأمل والتدبر وإعادة التفكير مع عدم إهمال نظرية المؤامرة لأنها في واقع الأمر الحقيقة الوحيدة خلف الأحداث المتشابهة والمتكررة في الشرق الأوسط.
الأمر الأول
أحداث المنطقة منذ سنة1880
كانت مخططا غربيا لأكثر من مائة عام
هذه الأحداث هي ثمار الاتفاقات السرية التي جرت في الخفاء بين دول الغرب والتي بدأت بالحلف الثلاثيTRIPLEALLIANCE سنة1882 بين فرنسا وروسيا وامبراطورية النمسا والمجر ثم انضمت اليه ايطاليا لمواجهة وتقليص الدولة العثمانية ثم مؤتمر برلين سنة1884 لتقسيم أفريقيا وتنصيرها ومرورا بالعديد من الاتفاقات السرية الثنائية والثلاثية والرباعية لتقسيم العالم الاسلامي, مثل اتفاقات النوايا الحسنة بين فرنسا وانجلتراENTECORDIALE1904 ثم الاتفاق الانجليزي الروسي1907 ثم الفرنسي الروسي1917 ثم سايكس بيكو1917 ووعد بلفور.1916 كل هذه الاتفاقات صنعت تاريخ المنطقة في غيبة أهلها وافترضت أمورا سوف تحدث بعد هذه الاتفاقات بعشرات السنين وذلك رغم الوعود والاتفاقات للعرب أو الاتراك.
وكلها( الاتفاقات السرية) حركتها السياسة البريطانية الأمريكية بمعاونة الرأسمالية العالمية من خلف الأستار والتلاعب بأطماع الدول الكاثوليكية والارثوذكسية المتخلفة( في عرف البروتستانت) والعرب الأكثر تخلفا, وإلا ما استطاع هرتزل الصحفي البسيط أن يتنبأ بأن الدولة اليهودية في فلسطين ستكون واقعا بعد50 عاما وهو تماما ما حدث.
إن خطوات إقامة الدولة الإسرائيلية كانت موضوعة بالكامل قبل مؤتمر بازل1897 واستندت القوي المخططة لها إلي التمكن المطلق للقوي البروتستانتية من العالم عسكريا وإقتصاديا وأقصد بذلك خاصة( المانيا وانجلترا والولايات المتحدة) وقد برزت في هذا الوقت بالذات نظريات تبنتها تجمعات فكرية تنادي بعالم واحد تحكمه حكومة واحدة من بريطانيا وأمريكا وإنها هذه الدول قد وضعت تصورها للأحداث لتتطابق مع فهمهم لتفسير نبوءات الكتاب المقدس وهو تفسير تنفرد به بين جميع طوائف المسيحيين فعلامات الساعة وردت بوضوح في ماثيو(24:22) ومارك(14:1) وموعد مولد الدولة الإسرائيلية في يوم واحد سنة1947 هو موعد كتابي كما يرون, وقيام الدولة المفاجئ دون عناء أي( وضع قبل آلام الوضع) أمر كتابي أيضا.
ثم اتباع إعلان الدولة بحروب تمثل آلام الوضع, هو أيضا تصور توراتي أمريكي ذ1967 هو أيضا تصور توراتي أمريكي وإنشاء المعبد ووقوف عدو المسيح بمحرابه خلال جيل(40 60) عاما من ضم القدس لإسرائيل أي ما بين(2007 2027) هو أيضا تصور توراتي أمريكي وارد في الحسبان حدوثه بين عشية وضحاها, ومن ثم فوجود قوي إسلامية حقيقية وقوية قادرة علي الحرب حول إسرائيل في هذه المدة من2007 إلي عام2027 هو تصور توراتي صهيوني أمريكي واجب الحدوث قبل النزول الثاني للمسيح.
أما عدو المسيح الذي لابد أن يظهر في منطقة الشرق الأوسط قبل نزول المسيح ويعيدها إلي منطقة الرخاء واللبن والشهد فقد إجتمعت آراء الزعماء البروتستانت علي أنه رأس الكنيسة الكاثوليكية وهذا الرأس أو رأس الدول الأوروبية العشرة( رؤية توراتية) التي سوف تتوحد لتكون دولة واحدة في نهاية التاريخ وتكون وريث الدولة الرومانية الغربية( بمعني أن ينخفض عدد دول الاتحاد الأوروبي إلي عشر فقط) هو الذي سيكون أول من يقف بمحراب المعبد الجديد معلنا عن الشرق الأوسط الجديد أو بلاد الوفرة والخضرة الدائمة.
فالمعبد بكل مكوناته جاهز للانشاء في يوم واحد ووقوف البابا الجديد أو الرئيس الجديد للإتحاد الأوروبي الجديد به كأول عمل دولي له وارد أيضا, لهذا الغرض ولد الاتحاد الأوروبي علمانيا معاديا للربANTICHRIST شعاره إعادة بناء برج بابل الذي هدمه الرب في تحد واضح للإرادة الإلهية شعار له رموز ودلالات لا يقرؤها إلا الخواص, وتغيير ملك الشمال( تركيا) أي النظام التركي من علماني إلي إسلامي, وملك الجنوب( مصر) بنفس الطريقة هو أيضا تصور توراتي أمريكي صهيوني صرح به القطب الاسرائيلي الامريكي العلماني بنيامين نيتنياهو. واجتماع ملك الشمال مع ملك الجنوب في معاهدة صلح مع إسرائيل تدوم حوالي ثلاث سنوات ونصف هو أيضا تصور توراتي أمريكي صهيوني لم يحدث ولكنه مرجح حدوثه بعد تغير النظام الحاكم في تركيا( الملك) وانتقاله إلي الاخوان المسلمين, وكذلك في مصر بحكم الاخوان المسلمين, والتقارب الواضح بين البلدين واستمرار العلاقة مع إسرائيل رغم العداوة المنهجية بينهم ونقض هذه المعاهدة من جانب مصر واعلانها الحرب علي اسرائيل ودخول جيوش مدعومة بالجيوش التركية والايرانية بعد ثلاث سنوات ونصف وارد الحدوث أيضا فهذه الجيوش الثلاثة فقط هي الباقية القوية من الجيوش العربية أو من جيوش المنطقة وهو تصور توراتي أيضا واستثنت هذه الجيوش من مخطط التدمير الذي شمل جيوش العراق وسوريا وليبيا, وهي جيوش سبق وشاركت في الحرب العربية الإسرائيلية لأنها( الجيوش الباقية) جيوش القيادة.
التصور الأمريكي التوراتي لأحداث العالم القادمة تستحق مقالا منفردا لكن كل المقدمات تدل علي أن أمريكا كما مضت بجد في تحقيق ما سبق ماضية بجد أيضا في وضع وتنفيذ سيناريوهات الأحداث القادمة عملا بالمبدأ البروتستاني, إذا استطعت مساعدة الرب علي تحقيق نبؤاته التي وردت بالكتاب المقدس ولم تفعل فقد إثمت], وهي تري أنها تملك مساعدة الرب علي تحقيق نبؤاته الواردة بالكتاب المقدس وفق التفسير البروتستانتي للكتاب المقدس فلم لا تفعل.
الأمر الثاني:
أمريكا هي التي تستخدم إسرائيل وليس العكس
منذ بدء الحركة الصهيونية ونحن نؤمن بان إسرائيل هي الي تقودها وتقود معها العالم الغربي وانها افتعلت أحداث الاضطهاد وروجت لها كمبرر للهجرة وإقامة دولة إسرائيل.
والواقع أن الحركة الصهيونية العالمية هي حركة مسيحية بروتستانتية وليست يهودية ولا تمت لليهودية بصلة وأنها نشأت في أعقاب حركة التصحيح البروتستانتي في القرن السادس عشر وأنها رأت أن هجرة يهود الشتات إلي فلسطين أمر حتمي للنزول الثاني للمسيح وبدء الألفية السعيدة وإقامة مملكة الله علي الأرض ولكنها فشلت في دفع اليهود إلي الهجرة إلي فلسطين ونتيجة لذك جري تغير رأي مارتن لوثر أبو الحركة البروتستانتية في اليهود من المديح في أول دعوته إلي الذم في آخر أيامه, والثابت من التاريخ أن اليهود المتدينين قاوموا الحركة الصهيونية منذ ثورة التصحيح وإلي قيام المنظمة الصهيونية العالمية بقيادة هرتزل بينما دعمها قلة من اليهود العلمانيين, ولم تزل هذه المعارضة اليهودية قائمة حتي اليوم رغم قيام الدولة التي يراها المتدينون اليهود عودة غير كتابية وعصيانا جديدا للرب سوف يدفعون ثمنه بغضب رباني يماثل غضبه عليهم عند الشتات الأول وعليه فالواقع أن الصراع العربي الاسرائيلي هو صراع عربي صهيوني, وأن الصهيونية حركة سياسية دينية بروتستانتية ومن ثم فهو صراع إسلامي صهيوبروتستانتي تحرك أحداثه الدول البروتستانتية وعلي رأسها الولايات المتحدة وتستخدم فيه العرب وإسرائيل في آن واحد أو المسلمين واليهود في آن واحد لتحقيق نبؤات الرب الممهدة للنزول الثاني للمسيح وحكمه الأرض ألف سنة سعيدة يكبل فيها الشيطان ويعم السلام والعدل.
إذا صح التصور السابق فإن الحركة السياسية والاقتصادية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وهي قلب العالم الاسلامي بما في ذلك اسرائيل تحركها المخططات الصهيوبروتستانتية الأمريكية بكل ما تملك من مؤثرات وهي كثيرة إقتصادية وعسكرية واستخباراتية وأممية أي قوة القانون الدولي وهذا أيضا أحد حلقات التصور الصهيو بروتستاتني لنهاية التاريخ عالم واحد ودين واحد وحاكم واحد.
فما هو التصور الصهيوني البروتستانتي لنهاية التاريخ في الرؤية الامريكية؟
وهل ما تم من أحداث في مؤتمر بازل حتي اليوم يتطابق مع هذه الرؤية؟
وإذا كان ما سبق من أحداث مطابقا لها فهل حتما تتطابق معها الاحداث التالية ؟
وإذا تطابقت الأحداث القادمة مع هذه الرؤية فما هو مصير الشرق الأوسط؟
وأخيرا هل تملك القوة البروتستانتية من الامكانيات ما يسهل لها تطبيق هذا التصور؟
كل هذه الأسئلة نجيب عليها في الحلقه المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.