فاز المرشح الرئاسي أهورو كينياتا في السباق الانتخابي, بعد أن حصل علي نسبة50.03% من أصوات الناخبين الذين شاركوا في التصويت وقدر عددهم ب12 مليون مواطن من بين14 مليونا هم اجمالي عدد المسجلين في القوائم الانتخابية. وفور إعلان النتيجة ظل مؤيدي كينياتا وأنصاره يحتفلون ويرددون الهتافات الداعمة له, وعلي الجانب الآخر, احتشد أنصار منافسه رايلا أودينجا وأخذوا يهددون بالطعن في نتائج الانتخابات ويهتفون' لا سلام بدون رايلا' مما حمل مخاوف بتكرار مشاهد الصراع التي اجتاحت البلاد بعد هزيمة أودينجا في انتخابات2007. إلا أن ردود فعل مؤيدي أودينجا لم تستمر طويلا وخاصة أن رايلا أودينجا قرر اللجوء للقضاء للطعن علي نتائج هذه الانتخابات, ومن ثم أبعد شبح الاقتتال والصراع الأهلي عن الدولة, ليتفرغ الرئيس الجديد لكينيا' أهورو كينياتا' لمواجهة جملة من المشكلات التي تمثل تحديا حقيقيا له خلال فترته الرئاسية الأولي. فقد نجح أهورو كينياتا وهو ابن الرئيس الأول لكينيا' جومو كينياتا'- في المشاركة في الانتخابات علي الرغم من أنه من المتهمين أمام المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب ارتكبت عقب انتخابات2007, وراح ضحيتها1200 مواطن وخلفت آلالاف الجرحي والمشردين, وسيكون لهذا الأمر انعكاساته الواضحة علي علاقات كينيا الخارجية في المرحلة المقبلة وخاصة القوي المانحة بعد أن أكد المسئولون في بعض الدول الغربية ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا أن نجاح مرشح متهم أمام المحكمة الجنائية الدولية سيقلص من التعاون مع كينيا, وكذلك أدلي كوفي أنان أثناء زيارته الأخيرة لكينيا بتصريحات نصح خلالها الكينيين بألا يختاروا قيادة متهمة بارتكاب جرائم إنسانية. في الوقت الذي لا يزال الانتماء الاثني يلعب دورا مؤثرا علي الحياة السياسية في كينيا, وقد شهدت مناطق مختلفة صراعات إثنية خلال الأشهر الأخيرة كان من أعنفها الصراع في دلتا نهر تانا بين جماعتي بوكومو وأورما, كما كان للإثنية دور واضح في حشد المؤيدين خلال الانتخابات. كما ينتظر الرئيس الجديد تحدي كبير وهو المشكلات التي فجرتها أحداث العنف التي شهدتها البلاد خلال عامي2007 و2008, فلا يزال آلالاف المشردين لم يتمكنوا من العودة إلي مناطقهم التي طردوا منها جبرا خلال هذه الأحداث, حيث تعد هذه المشكلة امتداد لقضية خطيرة يعاني منها المجتمع والدولة في كينيا منذ الاستقلال تتعلق بالتوزيع غير العادل للآراضي علي المواطنين, واستحواذ النخبة الحاكمة علي غالبية آراضي الدولة, وقد وعد الرئيس كينياتا خلال حملته الانتخابية بأنه في حالة توليه السلطة سيعمل علي معالجة هذه القضية إلا أن معالجة هذه القضية لن يكون بالأمر السهل وخاصة ان جماعته الاثنية' الكيكويو' تسيطر علي اكثر من نصف آراضي الدولة.