بعد فشل المفاوضات حول وثيقة المبادئ الدستورية, المعروفة باسم وثيقة السلمي, أعاد الإخوان المسلمون والجماعات السلفية أمس, مشهد المليونيات إلي ميادين المدن المصرية الكبري. وتجمع أكبر عدد منهم بميدان التحرير بالقاهرة, تشاركهم الجماعات الليبرالية والشبابية بينما هددت36 من القوي والحركات السياسية بالتصعيد ومواصلة الحشد, حتي نقل السلطة كاملة لحكومة منتخبة. وقد غص الميدان أمس بمئات الآلاف, كما تجمع أكثر من مائة ألف في ميدان القائد إبراهيم, وتكرر مشهد المظاهرات في أغلب المحافظات, وقد احتكم الإخوان والسلفيون إلي الميدان, مرددين الهتافات والشعارات وملقين الخطب, التي وجهت النيران اللفظية إلي الوثيقة, وكذلك المجلس العسكري. وحسمت العديد من القوي السياسية موقفها من الوضع الراهن في البلاد, في بيان ألقاه المستشار محمد فؤاد جادالله نائب رئيس مجلس الدولة, أكد فيه ضرورة نقل السلطة إلي حكومة منتخبة, في موعد أقصاه مايو المقبل, من خلال انتخابات مجلس الشعب, وتشكيل حكومة بواسطة البرلمان المنتخب, وإجراء انتخابات الشوري ثم الانتخابات الرئاسية. وأكد البيان عزم القوي السياسية الموقعة عليه, علي حشد وتصعيد واستمرار الثورة, حتي نقل السلطة كاملة لحكومة منتخبة, ودون وصاية من أحد. كما طالب البيان, بضرورة إسقاط مايسمي بوثيقة المبادئ الدستورية, لأنها اعتداء وتقويض لإرادة الشعب. وقد بدأ اليوم المليوني الطويل منذ الصباح الباكر, بتدفق الآلاف من مختلف التيارات السياسية, حاملين الأعلام المصرية, ودخلوا إلي الميدان عبر منافذ وقفت أمامها لجان شعبية من الشباب, قامت بتفتيش الوافدين والتحقق من هويتهم. ووسط غياب للشرطة والجيش, توزع المتظاهرون علي العديد من المنصات, كان أبرزها4 منصات رئيسية. كما عادت الخيام من جديد إلي وسط الميدان. ونال د.علي السلمي, النصيب الأكبر من الهتافات المناهضة, ومن بينها اسمع يا سلمي بيه..بتلف علينا ليه, ولا لوثيقة السلمي... ولا لتأجيل الانتخابات. وفي الإسكندرية, تحدي أكثر من مائة ألف متظاهر, من مختلف الأطياف السياسية, وعلي رأسهم الإخوان والسلفيون, برودة الطقس, وتجمعوا أمام مسجد القائد إبراهيم, مطالبين بإقالة السلمي وسحب الوثيقة, وتسليم السلطة للمدنيين. أما في السويس, فقد ندد الآلاف بوثيقة المبادئ الدستورية, ووجهوا انتقادات حادة للسلمي خلال المظاهرات, التي شهدت لأول مرة مشاركة قوات الشرطة في تأمين وتنظيم المسيرات, مع قوات الجيش.