في الوقت الذي فرغت فيه حشود الشعب الفنزويلي المخلصة والضيوف من قادة أمريكا اللاتينية من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي جثمان رئيسهم الراحل هوجو تشافيز المسجي داخل نعشه بالأكاديمية العسكرية. وفي أعقاب إغلاق السلطات لتابوته المفتوح استعدادا لتشييع جنازته التي تبدأ مراسيمها اليوم- الجمعة, تكشفت أسرار جديدة بشأن اللحظات الأخيرة التي قضاها تشافيز قبيل وفاته والتي صرح بها قائد الحرس الرئاسي أمس. فمن جانبه, ذكر الجنرال جوسي أورنيلا, قائد الحرس الرئاسي الفنزويلي في تصريح نقلته شبكة إيه بي سي الأمريكية أمس أن رئيسه تشافيز توفي إثر إصابته بأزمة قلبية حادة, موضحا أنه لم يكن قادرا علي الكلام الا أنه حرك شفتيه قبيل الوفاة قائلا أنا لا أريد أن أموت, أرجوكم لا تتركوني أموت, مشيرا إلي أن هذه الرغبة في التمسك بالحياة ترجع إلي حبه لبلاده التي ضحي بنفسه من أجلها, وذلك علي حد قول أورنيلا الذي ذكر أنه خدم طوال العامين الماضيين مع تشافيز, مؤكدا أنه كان يعاني من مرحلة متقدمة من مرض السرطان إلا أن أورنيلا لم يكشف مزيدا من التفاصيل بشأن هذا المرض. وفيما يشير إلي احتمال وجود شبهة جنائية وراء وفاته من وجهة نظرها, تصدر موضوع وفاة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز صفحات بعض كبريات الصحف الروسية الصادرة أمس, حيث نقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن صحيفة كومسومولسكايا برافدا قولها أن الكثير يشتبه في أن أمريكا وقفت وراء موت الرئيس الفنزويلي. وأضافت الصحيفة أن تشافيز قال ذات يوم إن الزعيم الكوبي فيديل كاسترو ناشده أن يتوخي الحذر الشديد ولا يتغافل عن احتمال حقن أي شيء عبر الإبرة الصغيرة. كما تساءلت صحيفة أر بي كا ديلي عما تفعله روسيا بعد رحيل تشافيز لأن موته عرض عقود مبرمة تقدر قيمتها بالمليارات مع الدول الأجنبية, وبالأخص روسيا والصين للخطر, موضحة أن أمريكا أعلنت ضرورة أن يتهيأ شعب فنزويلا لفرصة التحول الديمقراطي إذا صوت لصالح تسليم سدة رئاسة الجمهورية إلي المعارضة ذات الاتجاهات الأمريكية, وذلك علي حد تعبير الصحيفة التي أكدت بدورها أن إلغاء العقود النفطية المبرمة ليس أمرا يسيرا في أية حال لأنها حظيت بتأييد البرلمان أيضا الذي صادق عليها, وذللك وفقا لما ذهبت إليه الصحيفتين. وفي غضون ذلك ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أمس أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والوفد المرافق له غادورا طهران أمس متوجهين إلي فنزويلا في زيارة تستغرق يومين للمشاركة في جنازة الرئيس الفنزويلي تشافيز, وذلك في أعقاب إعلان إيران حالة الحداد في البلاد علي رحيل الرئيس الفنزويلي.