التنافس بين الناس قائم في مجالات عدة.. في مجال العلوم, الفنون,الرياضة, المحاماة, الصحافة, والإعلام, وهلم جرا.. والتنافس الشريف بين الناس يحقق مستويات أرفع من الأداء والإنتاجية. كل واحد في مهنة معينة كقاعدة عامة يريد أن يتفوق علي غيره في مجاله, وقد يصل ارتفاع الأداء لدي شخص معين أن يقال فلان تفوق علي نفسه.. هذا من طبائع البشر ولا شئ عليه, إن التزم المرء بألا يسئ إلي غيره أو يحاول إزاحته من طريقه ليظهر هو ، والله جل جلاله ينبهنا إلي أن هناك مجالا للتنافس لا يدركه الكثيرون, مع أنه يجلب الخير لصاحبه في الدنيا والآخرة.. ألا وهو فعل الخيرات.. فالتنافس في هذا المجال أكبر وأرجي بكثير من التنافس في المجالات الأخري, لأنه لا يقتصر علي الدنيا وإنما وهذا هو الأهم يدخل صاحبه الجنة حيث يخلد في نعيمها أبد الدهر إن الأبرار لفي نعيم. علي الأرائك ينظرون. تعرف في وجوههم نضرة النعيم. يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون( المطففين22 -26 ).... ومن هذه المجالات إخراج الصدقات, حيث يقول المولي جل وعلا والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون, أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون( المؤمنون 60 61 ).. والصالحات مجالها متسع, سواء الصدقات أو بر الوالدين أو صلة الرحم, أو مساعدة من يحتاج المساعدة في أي صورة من صورها, أو قيام الليل والإستغفار, أو أداء شئ من النوافل, أو العمرة..مجالات متعددة, يدلنا ربنا عليها ويدعونا للتنافس فيها.. وفي ذلك يسوق لنا المولي عز وجل حديثا يدور بين أهل الجنة بعدما رأوا فيها من نعيم, يقولون إن هذا لهو الفوز العظيم. لمثل هذا فليعمل العاملون( الصافات60 61 ).. والمؤمن يستطيع أن يتفوق علي نفسه في عمل الخير الذي يحبه الله منا ويرضاه لنا, وكلما تفوق, كانت درجته أعلي في الجنة, وهي درجة أحسن ما عمل في الدنيا من الخير وأرجاها عند الله من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون( النحل 97 ) وهذا كرم من الله, وهو أكرم الأكرمين, أن يعاملنا بأحسن ما عملناه, ابتغاء وجهه وطمعا في مرضاته.. وهذا ما يزيدنا إصرارا وحرصا علي أن نتفوق علي أنفسنا في هذا الاتجاه, حتي ننعم بالدرجات العلي في الجنة ونخلد فيها إلي مالا نهاية هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون( آل عمران 163 ويحثنا ربنا علي الإسراع وعدم التباطؤ أو التراخي في فعل الخير, كي يغفر لنا ذنوبنا ويدخلنا جنته سابقوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض( الحديد 21 ) نحن نسعي ونثابر ونجتهد في الدنيا من أجل سنوات أعمارنا المعدودة, في حياتنا الأولي المحدودة, أفلا نسعي ونثابر ونجاهد من أجل الفوز بالجنة التي وعدنا ربنا لهم فيها ما يشاءون خالدين كان علي ربك وعدا مسئولا( الفرقان16 ).