في ضربة قاصمة في بداية فترة ولايته الجديدة, اضطرالرئيس الأمريكي باراك أوباما آسفا أمس إلي توقيع قرار رسمي يسمح بدخول الاقتطاعات المالية الهائله في الميزانية- التي تصل إلي58 مليار دولار-حيز التنفيذ, إلا أنه لم يتوان عن تحميل خصومه الجمهوريين مسئولية السقوط في هذه الهوة ومواجهة مثل هذا المأزق, محذرا من أن هذا الخفض سيؤدي إلي انتكاسة عنيفة لأكبر اقتصاد في العالم. وذلك في الوقت الذي ستؤثر فيه هذه الاقتطاعات بشكل خطير علي ميزانية وزارة الدفاع وعلي المساعدات الخارجية الأمريكية لمصر وإسرائيل. فقد حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من أن خفض الإنفاق الأمريكي سيكلف إسرائيل نحو500 مليون دولار, ويبدو أن هذه الخسائر ستطال مصر أيضا والتي تحصل علي أكثر من ملياري دولار من المساعدات السنوية الأمريكية,80% منها مساعدات عسكرية. ولكن لم تصدر حتي الآن أي تقارير رسمية حول نسب الخفض. وفي أعقاب فشل الرئيس الأمريكي في التوصل لاتفاق من شأنه وقف الخفض التلقائي في الميزانية والذي بدأ أمس الأول, أصدر مكتب الموازنة في البيت الابيض أوامر إلي مختلف الوكالات الحكومية باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق هذا التقشف علي الفور.وهو ما دفع أوباما للدفاع عن موقفه مؤكدا لست ديكتاتورا. انا رئيس, وذلك بعد دقائق من لقائه زعماء كتل الكونجرس في أول اجتماع بين الجانبين منذ بدء هذه الازمة. وأوضح أوباما في غياب قرار للرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بوينر وآخرين يضع مصالح عائلات الطبقة الوسطي فوق الاعتبارات السياسية, فان هذه الاقتطاعات ستدخل حيز التنفيذ. وتحذر الادارة الديمقراطية منذ ايام من النتائج العملية لهذه الاقتطاعات التي تشكل خفضا بنسبة8% من ميزانية الدفاع و5% من القطاعات الأخري, وتشمل منح اجازات بدون رواتب لمئات الآلاف من الموظفين او المتعاقدين. وفي الوقت الذي حذر فيه أوباما من أن هذه الاقتطاعات' ستضعف اقتصادنا وتؤدي الي عجز في توفير فرص العمل, وتؤكد بما لا يقبل الشك انه علي الديمقراطيين والجمهوريين الارتقاء الي مستوي المسئولية للتوصل إلي تسوية'. أشارت وكالة التصنيف الائتماني' ستاندارد اند بورز' الي أن هذه الاقتطاعات لم يكن لها سوي' تأثير محدود' علي الاقتصاد' شرط الا تستمر طويلا'. وستتواكب هذه الأزمة مع أزمة مالية أخري نتائجها أخطر وهي تمويل الدولة الاتحادية للاشهر الاخيرة من ميزانية3102. ويفترض ان يجري تصويت بشأنها في الكونجرس قبل72 مارس الجاري. وفي تأكيد علي خطورة الموقف علي وضع الولاياتالمتحدة كأكبر وأهم قوة عسكرية عالمية, حذر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل من أن الاقتطاعات التلقائية تهدد قدرة وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون علي القيام بمهامها كما يجب. وأوضح هاجل ليكن واضحا أن هذه الأجواء المضطربة تهدد قدرتنا علي القيام بكافة مهمنا بشكل فاعل. وشدد هاجل علي أن التخفيضات التلقائية في الانفاق الحكومي ومن ميزانية البنتاجون ستكون مؤلمة ويحتمل أن تؤثر علي استعداد وجاهزية القوات الأمريكية, إلا أنه تجنب ذكر أي سيناريو بشأن تأثيرات كارثية علي الأمن القومي الأمريكي. كما شدد هاجل- في أول مؤتمر صحفي منذ أدائه اليمين كوزير للدفاع- علي أن أمريكا لديها أفضل قوة قتالية علي مستوي العالم, وأنه لن يسمح بتآكل هذه القدرة, بل إنه سيعمل كل ما في وسعه لضمان الحفاظ علي قدرات القوات الأمريكية. وحدد هاجل الخطوات التي يتم اتخاذها بالفعل نتيجة للتخفيضات التلقائية في الانفاق, مشيرا إلي أن البحرية الأمريكية ستوقف تدريجيا تشغيل أربعة أجنحة جوية تشمل80 طائرة ومروحية اعتبارا من شهر أبريل, كما ستقلل القوات الجوية بشكل فوري من ساعات الطيران. وأوضح أن ذلك سيؤثر علي التدريب والاستعداد,كما سيقلص الجيش من التدريب لجميع الوحدات باستثناء الوحدات المنتشرة في أفغانستان, وهو ما سيؤثر علي حوالي80% الوحدات التنفيذية في الجيش. وفي رد فعل فوري, وجه وزير كندي بارز انتقادات لاذعة غير متوقعة الي الولاياتالمتحدة قائلا إنها' غارقة الي اذنيها في الديون' لأنها اتبعت سياسات الانفاق الكبير.