أجمع دبلوماسيون مصريون سابقون وحاليون على أهمية أى زيارة لوزير خارجية لمصر فى إطار العلاقات الدولية المصرية وسبل تعزيزها باعتبار أن مصر دولة مركزية فى المنطقة ولها تاثيرها فى العالم سواء على المستوى العربى أو الأفريقى أوالاوروبى. قال مصدر دبلوماسى مطلع إن زيارة كيرى تأتى فى إطار دعم العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة فى جميع المجالات ، مشيرا إلى أن المباحثات ركزت على سبل تطوير العلاقات الثنائية وبحث الأوضاع الإقليمية والوضع فى سوريا والقضية الفلسطينية وإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من الموضوعات التى تهم البلدين. يرى السفير أحمد فبحى أبو الخيرمساعد وزير الخارجية السابق أن الزيارة تنطوى على شقين الأول أن الوزير الأمريكى يزور مصر بصفة رسمية لأول مرة كوزير للخارجية الأمريكية لأنه سبق أن زارها عدة مرات قبل اليوم ، ومن ثم فهى زيارة استطلاعية فى إطار السياسة الخارجية تجاه مصر ودول الربيع العربى بصفة خاصة . أما الشق الثانى : ربما يحمل رسالة من الرئيس باراك أوباما – ليست رسالة خطية- إلى النظام الحاكم الحالى فى مصر " الأخوان المسلمين" قد تنطوى على خطوط محددة تريد الولاياتالمتحدة من الأخوان تنفيذها . يضيف أبو الخير من الطبيعى أن يلتقى كيرى خلال زيارته بعدد من رموز القوى السياسة الأخرى ، بالأضافة إلى أن لدى الولاياتالمتحدة سفيرة نشطة ، إنما وضع كيرى مختلف حيث يريد أن يقدم تقييما للعملية السياسية فى مصر للإدارة الأمريكية تستطيع من خلالها أن تحدد بدقة المسار الذى سوف تتبعه بلاده تجاه مصر فى الفترة القادمة.فيما يرى السفير سيد قاسم المصرى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الزيارة لا تنفصل عن الحديث التليفونى الذى أجراه الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع الرئيس محمد مرسى بغرض حثه على التوصل لاتفاق مع المعارضة ،مشيرا إلى أن المكالمة كانت فى العلن قوية ، كذلك نلاحظ أن هناك ضغوطا فى السر على المعارضة المصرية وهذا دأب الولاياتالمتحدة ، حيث لا تتحرج من ممارسة ضغوطا علنية وأخرى سرية . يضيف السفير قاسم المصرى أن الولاياتالمتحدة تنظر إلى مصالحها الضيقة فى المنطقة وخطوطها الحمراء .. وترى أن النحكم الحالى فى مصر يمكن التفاهم معه على هذه الخطوط الحمراء التى تتمثل فى أربعة موضوعات تهمها فى الشرق الأوسط تشمل أمن اسرائيل ، البترول ، إيران ، مناهضة الحكم فى سوريا .ويعتقد قاسم أن النظام الاسلامى فى مصر أتاح للولايات المتحدة فرصة ذهبية بدليل أن الأخوان وجه اسلامى ينتشر فى العالم ولا يستطيع أحد أن يتهمه بممالأة الولاياتالمتحدة ، لذلك يأتى حرصها على تأييد هذا الحكم ، وهم يرون أنه مكسب كبير للسياسة الأمريكية بالرغم من اسلاميته يتفق معها على خطوطها الحمراء فى الشرق الأوسط ، وسوف تستمر السياسة الأمريكية فى ممارسة الضغوط على النظام الحاكم علنيا وبطريقة غير علنية على المعارضة من أجل دفع الأثنين إلى المسار الذى تريده . ويرى السفير المصرى أن موقف المعارضة فى عدم لقاء كيرى يتفق مع موقفها الرافض والمستاء من الضغوط عليها بدون أن يطالب الطرف الأخر بضماات للحوار الجاد . يقول السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق أن أى زيارة لوزير خارجية هى شىء طبيعى ، لأن مصر دولة مركزية فى المنطقة وذات وزن كبير وتأثير فى العالم كله ، لذلك لا أجد ما يقلق من هذه الزيارة خاصة إذا كانت تجىء فى إطار احترام سيادة مصر وعدم التدخل فى شئونها الداخلية . يضيف حليمة : ليس هناك ما يمنع طالما تصب فى تعزيز المصالح المصرية ودعم الاقتصاد ،ومواجهة المشاكل التى تواجهها ليس فقط مع الولاياتالمتحدة ولكن مع كافة الدول فى مكان فى العالم .