تأججت نيران الغيرة والغضب في صدره, عندما اعترفت له خطيبته التي ملكت قلبه بقيام مقاول عمال بتهديدها بصور تجمعهما معا في أثناء زواجها منه عرفيا, وذلك رغبة منه في استمرار العلاقة, فقرر الانتقام لخطيبته, واستدرج المقاول إلي منطقة نائية بجوار أحد مصارف حوش عيسي, وانهال علية بالطعنات, ثم أشعل النيران في جثته. بدأ الفصل الأول من الجريمة, في الصباح الباكر, وفي أثناء الذهاب إلي الحقول, حيث يتكدس عمال اليومية داخل الصندوق الخلفي للسيارة, بينما صبحي(38سنة مقاول العمال), يولي اهتماما ملحوظا بفتاة جميلة, فكان يجلسها بجواره داخل الكابينة الأمامية, بل ويسند إليها الأعمال البسيطة حتي لا يصيبها التعب خلال العمل. ورغم كونه متزوجا ولديه أطفال, إلا أن سهام حب الفتاة أصابت قلبه, ومع مرور الوقت تبدلت مشاعره إلي رغبة غير مشروعة, ونجح المخطط الذي حاكه الشيطان له, وتورطت الفتاة في علاقة آثمة معه, وتعددت لقاءاتهما سرا, حتي تزوجها عرفيا. ألحت عليه الفتاة بأن يتقدم إلي أهلها لخطبتها, خاصة بعد أن التقط لها صورا تجمعهما معا في أوضاع مخلة, وأمام إصرارها تقدم لأسرتها التي رفضت طلبه, لكونه متزوجا ويكبرها كثيرا, فضلا عن عما يتردد حوله من كثرة علاقاته النسائية. وعقب علم أسرة الفتاة بعلاقتها مع مقاول العمال, تم عقد جلسة عرفية, وإنهاء زواجها العرفي, غير أن المقاول استمر في تهديدها وابتزازها بالصور من أجل استمرار علاقته معها. أما الفصل الثاني للجريمة فكان بلاغا تلقاه اللواء محمد حبيب مدير أمن البحيرة, عبر شرطة النجدة, من أهالي قرية أبوالشقافالتابعة لمركز حوش عيسي, يفيد بالعثور علي جثة لشاب في العقد الثالث من العمر متفحمة بجوار مصرف أبو الزاريز, واحتراق دراجته البخارية, وبالانتقال والمعاينة تبين أن الجثة لمقاول العمال صبحي. وخلال ساعات تمكن فريق البحث الذي قاده كل من العميد محمد الخليصي مدير المباحث بالمديرية, والرائد مصطفي عباس السقا, نائب مأمور حوش عيسي, والنقيب حسام أبو وافية رئيس مباحث حوش عيسي, من كشف غموضها, عندما عثروا علي ذاكرة تليفون محمول, داخل سنترال يمتلكه المجني عليه, مقاول العمال, يحوي صورا لفتاته القديمة التي تزوجها عرفيا. وبمواجهتها اعترفت بعلاقتها القديمة مع المجني عليه, وأضافت أنه عقب الجلسة العرفية أنهت زواجها منه, وارتبطت ب(محمد 24 سنه), ونشأت بينهما قصة حب, فتقدم لخطبتها من أهلها, غير أن شبح الماضي أطل بوجه المشئوم من جديد, حيث اتصل المجني عليه به, وأخبره أنه لا يمكنه الزواج منها, لارتباطه عاطفيا بها, واحتفاظه بصور تجمعهما معا. وأمام مدير نيابة حوش عيسي, اعترف المتهم, بأنه استشاط غضبا عند اتصال المجني عليه به, فقرر الانتقام منه, حيث قام باستدراجه, وأوهمه بأنه صرف نظر عن فكرة الارتباط بخطيبته, بعدما تأكد من صدق روايته, وأنه فعل نفس الشئ معها والتقط صورا تجمعه بها, عندها سال لعاب المجني عليه, ورغب في الحصول علي صور محبوبته القديمة, حتي يحكم سيطرته عليها ويضمن استمرار خضوعها له, فطلب منه الحصول علي نسخة منها. حدد المتهم الساعة الثامنة مساء موعدا للقاء المجني عليه بالقرب من مصرفالزرازير, وخبأ سكينا بين طيات ملابسه, وما أن شاهده قادما بدراجة بخارية, حتي استوقفه وصافحه بحرارة, واستقل خلفه دراجته بدعوي جلب الصور من أحد أصدقائه, وفي منطقة الحادث طلب منه التوقف فسأله المقاول عن السبب فرد عليه المتهم قائلا هنا خلص الكلام وقام بطعنه في رقبته ثم أجهز عليه ب3 طعنات أخري, وسكب البنزين الموجود بدراجة المجني عليه, وأشعل النيران في جثته حتي تفحمت تماما. سارع الجاني إلي منزله وقام بغسل ملابسه جيدا, وارتدي ملابس أخري, وصعد أعلي منزله يتحدث مع أصدقائه تليفونيا, ويتعمد إلقاء التحية علي أهالي القرية, في محاولة لإبعاد الشبهة عن نفسه, لكن كل محاولاته باءت بالفشل, وتمكن رجال الأمن من ضبطه وقام بتمثيل الجريمة, وأحيل إلي النيابة العامة التي أمرت بحبسه15 يوما علي ذمة التحقيقات.