جمهورية سنغافورةالمدينة الدولة صغيرة الحجم عظيمة التأثير في العالم نموذج فريد لتحويل الامكانات البشرية والجغرافية والتاريخية الي اسباب للثروة و التقدم و بدلا من هواجس الاختفاء من خريطة العالم المتغير أصبحت محورا اساسيا تتقاطع عندها أهم مصالح العالم التجارية والصناعية والمالية. وخلال احدي خطبه عام2009 أشار لي كوان يو رئيس الوزراء السابق ومؤسس سنغافورة المعاصرة الي بعض عناصر نجاح لدول مثل بلاده قائلا: لكي تضمن الدول الصغيرة مثل سنغافورة بقاءها وتقبل علي أنها لاعب رئيسي في العالم ينبغي عليها ان تتغلب علي قيود الجغرافيا و الموارد يجب علينا ان نكون مختلفين عن الآخرين, ونحافظ علي قدراتنا التنافسية, وفي عالم متغير ينبغي علينا ان نعدل من سياساتنا ومواقفنا ونحافظ علي مهارتنا في اقتناص الفرص التي يوجدها التغيير, يجب ان نكون قادرين علي التنبؤ بما سيكون عليه حال الاشياء قبل أن يحدث التغيير حتي نحافظ علي مكاننا, ينبغي ان تظل سنغافورة متواصلة مع العالم ومستعدة لتعظيم الفرص والتوافق مع التغيير, يجب ان تظل دولة متعددة الاعراق,والاديان, وقائمة علي الجدارة, كما يلزمها قادة قادرون علي استشراف اتجاهات المستقبل واقتناص الفرص قبل الآخرين. تبلغ مساحة تلك المدينة الدولة710 كم, وتتكون من جزيرة كبيرة تعرف أيضا باسم سنغافورة, وأكثر من63 جزيرة صغيرة اخري نصفها تقريبا غير آهل بالسكان, طورت لتكون مراكز للاستجمام والسياحة. وتقع سنجا بورا أوجزيرة الاسد في اللغة السنسكريتية لغة للطقوس الهندوسية في الهند في جنوب شرق اسيا, جنوب جزيرة الملايو, ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور, وعن جزر رياو الاندونيسية مضيق سنغافورة, كما تشرف علي مضيق ملقا الواقع بين الملايو وسومطرة والذي تمر عبره ثلث التجارة العالمية. وتعتبر سنغافورة ثاني دولة في العالم في الكثافة السكانية بعد موناكو, ويقدر عدد السكان بنحو5 ملايين ونصف مليون نسمة تقريبا وهم خليط من أصول صينية وماليزية, وإندونيسية, وهندية, وأوروبية وغيرها( و42% من سكان الجزيرة من الأجانب الوافدين للعمل أو للدراسة ويقدر عددهم بنحو مليوني نسمة), وتعتبر سنغافورة مركزا تعليميا رئيسيا في آسيا, وهناك أربع لغات رسمية هي: الإنجليزية و هي اللغة الرسمية للمكاتبات الحكومية والتعليم, بالاضافة للغة الصينية والماليزية, والتاميلية. وبفضل سياساتها الرشيدة وأطرها القانونية القوية اكتسبت سنغافورة مصداقية دولية لتصبح مدينة عالمية تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي, ويعتبر القطاع المالي أحد اهم القطاعات الاقتصادية في سنغافورة التي تصنف كرابع أهم مركز مالي في العالم, وحسب التقرير العالمي للمنتدي الاقتصادي الدولي ظهرت سنغافورة كثاني افضل الاقتصاديات تنافسية في العالم والأولي آسيويا عام2011-.2012 وتعتبر أحد النمور الآسيوية الاربعة مع هونج كونج, وتايوان, وكوريا الجنوبية, وتصنف علي أنها إحدي أقل دول العالم فسادا حسب مؤشر مفهوم الفساد بجانب نيوزيلندا والدول الاسكندنافية, وهي الدولة الآسيوية الوحيدة الحاصلة علي تصنيفAAA من هيئات التصنيف الائتماني العالمية, وتعتبر واحدة من اعلي دول العالم جذبا للاستثمارات الاجنبية قياسا علي عدد السكان, ويوجد بها أكثر من10 آلاف شركة اجنبية منها7 آلاف من أمريكا واليابان وغرب أوروبا, وثلاثة آلاف من الصين والهند, ويبلغ الناتج القومي الاجمالي للاقتصاد في سنغافورة270 مليار دولار عام2012, ويتمتع المواطن هناك بأعلي معدل دخل فردي في العالم في عام2011-2012 وفقا لبعض المراكز البحثية, و في المرتبة الثالثة عالميا وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي والرابعة تبعا لتقديرات البنك الدولي عام2011 نحو60 الف دولار. ونظرا لموقعها الفريد عند التقاء خطوط الملاحة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وغرب أوروبا من ناحية وبين الشرق الأقصي من ناحية اخري تعتبر سنغافورة الميناء الرئيسي لجنوب شرق آسيا, ويعتبر ميناء سنغافورة أكثر الموانئ نشاطا في العالم من حيث حمولة السفن, ويرتبط ب600 ميناء آخر في123 دولة وهو أحد اهم اعمدة الاقتصاد في سنغافورة. ولجذب مزيد من التجارة والنشاط الاقتصادي ربطت سنغافورة نفسها بعدد من الاتفاقيات التجارية مع منظمة التجارة العالمية, كما وقعت علي اتفاقية التجارة الحرة, وهي عضو في الأممالمتحدة, ورابطة الكومنولث, ودولة مؤسسة لرابطة دول جنوب شرق آسيا الآسيان, وعضو في دول عدم الانحياز, وعضو بمنتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والباسيفيك الابيك, كما وقعت سنغافورة10 اتفاقيات للتجارة الحرة مع الدول المجاورة لها. وعلي الرغم من عدم وجود سفارات لها في العديد من البلدان تقيم سنغافورة علاقات دبلوماسية مع175 دولة حول العالم. وتعد سنغافورة مركزا رئيسيا لانتاج البتروكيماويات والملابس, والنسيج, والاتصالات, والمعدات الكهربائية والإلكترونية والصناعية, والأجهزة العلمية,ومنتجات المطاط والبلاستيك والصناعات الدوائية, والغذائية, وصناعة بناء وإصلاح السفن, وتعتبر أكبر منتج في العالم لأجهزة التنقيب عن البترول, كما يوجد بها ثالث اكبر مصافي تكرير البترول في العالم, وتحولت منذ الثمانينيات الي الصناعات ذات التقنية المتقدمة. كما تعد السياحة صناعة رئيسية في سنغافورة,وتعد ثالث أكبر مصدر للعملة الأجنبية في البلاد, ويزورها ملايين السياح الأجانب سنويا أكثر من10 ملايين عام.2007