مع اقتراب رفع الدعم عن الطاقة لخفض الأعباء المالية علي خزانة الدولة, بدأت الشركات المستهلكة للطاقة في البحث عن حلول تكنولوجية ومصادر بديلة للطاقة ومنها مصانع الأسمنت والتي تستهلك مابين700 و800 طن مازوت في اليوم, علما أن سعر الطن من الوقود بلغ1500 جنيه ومن المنتظر بعد رفع الدعم أن يرتفع سعر طن المازوت إلي4 آلاف جنيه. وللتعامل مع هذه المشكلة قامت إحدي الشركات بتعديل التكنولوجيا المستخدمة في أفران حرق الوقود بحيث تقبل أنواعا متعددة من المخلفات القابلة للحرق في وقت واحد. ويقول أحمد بهاء الدين ممثل وحدة التوعية والترويج لمشروعات آلية التنمية النظيفة إن إدخال وقود بديل مع المازوت في أفران الأسمنت له فوائد عدة, منها توفير مصادر الطاقة الأحفورية وتحويل المخلفات من عبء علي الدولة إلي طاقة بديلة, وتقليل الانبعاثات الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية. وللسبب الأخير نجحت الوحدة في تسجيل مشروع الوقود البديل كأحد مشروعات آلية التنمية النظيفة والتي يمكن من خلالها دعم الشركات التي عدلت من تقنياتها لاستخدام المخلفات كمصدر للطاقة. ويقول المهندس حسام ثروت, مسئول البيئة بإحدي شركات الأسمنت إن التعديل الذي تم علي الأفران تضمن إضافة ماسورة تغذية فرعية لاستقبال الوقود البديل مثل قش الأرز وحطب القطن والبوص وغيرها, بالإضافة لمخلفات الأخشاب وإطارات السيارات إلي جانب ماسورة التغذية الرئيسية التي تغذي الأفران بالمازوت. وبشكل عام فإنه قبل حرق المخلفات الزراعية يتم تقطيعها وفرمها. أما إطارات السيارات, فيتم نزع الأسلاك منها قبل تقطيعها وحرقها بالأفران. كل ذلك يتم باستخدام أجهزة تقنية بسيطة يتم تجميعها بالمصانع الحربية. ولقد ساهم استخدام المخلفات الزراعية كوقود بديل في أفران الأسمنت في فتح سوق للمخلفات وأصبح لها ثمن يزداد يوما بعد يوم, فطن قش الأرز والذي كان يباع ب70جنيها, ارتفع سعره إلي250 جنيها, علما بأن حرق ثلاثة أطنان من قش الأرز يعادل حرق طن واحد من المازوت. وطبقا للحسابات فإن استخدام قش الأرز كوقود بديل يوفر أكثر من نصف تكلفة الوقود فطن المازوت يتكلف1500 جنيه ومايعادله من القش( ثلاثة أطنان) يتكلف900 جنيه. يضاف لكل ما سبق من مميزات الوقود البديل أنه أتاح2500 فرصة عمل منها500 داخل المصانع, حيث يتم تجميع الأنواع المختلفة من المخلفات والتعامل مع كل منها علي حدة قبل الحرق. كما قامت بعض الشركات التي يقتصر عملها علي الوصول للمخلفات في المحافظات المختلفة بتوريدها للشركات التي بدأت تستخدم المخلفات كوقود بديل. إن تلك التجربة هي ترجمة عملية لمقولة إن الأفكار والابتكارات البسيطة يمكنها أن تحدث فرقا كبيرا!