التجربة الدانماركية في تغطية وسائل الاعلام للانتخابات, تجربة مثيرة تختلف تماما عما يقدمه الإعلام المصري للرأي العام.. هذه التجربة كانت محل نقاش عدد من الاعلاميين المصريين علي مدار اليومين الماضيين مع4 من كبار الاعلاميين الدانماركيين, من خلال ورشة العمل التي نظمها المعهد الدانماركي المصري للحوار بالقاهرة. توجيه الانتقادات وإثارة الموضوعات الجدلية ولادعاءات الموجهة للمرشحين هي ابرز مايميز فترة ماقبل الانتخابات في الدانمارك, فالتغطية هناك تقوم علي فرض حالة جدلية في المجتمع وأن يقوم الاعلام بفرض اجندته علي المرشحين وتوجيه الاسئلة بشأن الموضوعات الحساسة والملحة التي تشغل الرأي العام. ويعتمد الاعلام الدانماركي علي اعداد قاعدة بيانات واسعة للمرشحين, لتعريف الناخبين بأسمائهم وبرامجهم ووجهات نظرهم في الموضوعات العامة المختلفة, فهناك العديد من المواقع الالكترونية الصحفية التي تبرز ذلك عبر وسائل حديثة وأنماط اعلامية جاذبة مثل استخدام الجرافيك وصور الكاريكاتير, بل ورصد المرشحين عبر تحركاتهم اليومية عن طريق أجهزة ال(GPS) ووضعها علي خريطة الكترونية, وهو الأمر الذي يفرض علي الصحفيين هناك المتابعة اللصيقة للمرشحين في الفترة الأخيرة قبل الانتخابات, وهو مايعرف ب(724) بما يعني ان المرشح مراقب24 ساعة علي مدي7 أيام في الاسبوع. وقد ابدي الاعلاميون الدانماركيون دهشتهم من تغطية التليفزيون المصري للانتخابات, وترك الحبل علي الغارب لكل رئيس حزب ان يعتلي المنبر ويتحدث لمدة ساعة, دون ان يوجه له أية أسئلة, او اثارة الجدل حول موضوعات معينة مثل مصادر تمويل الحملة الانتخابية ورأيه في قضايا البطالة والضرائب والرعاية الصحية وخلافه. ولعل أبرز مايميز الفترة القريبة من يو م الاقتراع بالد نمارك هو الاكثار من عمل المناظرات, وبخاصة التليفزيونية, وهي مناظرات تعتمد علي التمثيل المتكافيء للاحزاب وكذلك المشاهدين التابعين لهذه الأحزاب أيضا, الذي يوفر لهم وسائل مواصلات تنقلهم الي قاعة المناظرة, كل ذلك, فضلا عن توفير الصحف أيضا للقارئ بتوجيه الاسئلة المباشرة للمرشحين, وهو مانفتقده كثيرا في الاعلام المصري. اما استطلاعات الرأي فتجد صدي واسعا في الاوساط الاعلامية الدنماركية, وهي وسيلة موجودة ب صور مختلفة, ويتم تحري الدقة من خلالها بشكل كبير, ويؤخذ متوسطات لهذه الاستطلاعات, ولايمكن القياس الا علي آخراستطلاعات فقط, وعلي الرغم من ذلك فهم يعتبرونها وسيلة لاينبغي الاعتماد عليها بشكل مطلق. وقد شرح الاعلاميون الدانماركيون كيفية عمل استطلاعات رأي قصيرة في صورة أسئلة تنشر في مساحات ثابتة بالصحف يوميا, وتطرح علي عدد من المرشحين, واذا لم يقم اي مرشح بالإجابة, تترك مساحات الاجابة بيضاء ويدون تحتها يوميا عدد الايام التي مرت دون اجابة, في طريقة للضغط علي المرشح حتي يرد, وبما يخلق حالة جدلية داخل المجتمع تتناقلها وسائل الاعلام كلها. واعرب الجانب الد نماركي عن الاهتمام الوداسع الذي تحظي به الانتخابات المصرية في الدانمارك وقالوا انهم سيتابعون الانتخابات بشكل مكثف سيتم تسليط الاوضاء علي المشكلات الجد لية المثارة ومنها صراع الليبراليين والاسلاميين علي الحكم وتأثير ذلك في علاقة مصر بالغرب في حال وصول الاسلاميين لسلطة وأشاروا الي ان التليفزيون الدانماركي سيفرد مساحات واسعة لبحث العملية الانتخابية المصرية, اسوة بماكان يتبعه في اثناء ثورة يناير عندما كان يخصص الأوقات المتميزة لبث أخبار مصر والربيع العربي. وعن الاحزاب السياسية المصرية الجديدة, تعجب الدانماركيون من كثرتها ووصولها الي57 حزبا, في حين أن الاحزاب المشاركة في الانتخابات لديهم هي9 احزاب فقط من نحو30 حزبا قائما, كما أعربوا عن دهشتهم من كثرة عدد المرشحين المصريين, وقالوا إن مرشحيهم لايتعدون800 مرشح يتنافسون علي175 مقعد.