عقاقير للضغط توفر حماية مزدوجة

لمرضي القلب والسكر

لايزال ضغط الدم يشكل تحديا كبيرا للأطباء والبحث عن علاجات للحد من مخاطره‏,‏ واليوم يتحدث العلماء عن أدوية آمنة لعلاجه وتحمي من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. , كما تجنب أو تؤخر الاصابة بالنوع الثاني من السكر, وفق ما اكده المشاركون في مؤتمر تحت عنوان يوم القلب المصري, والذي انعقد تحت شعارأحب قلبك, برعاية جمعيتي القلب والضغط المصرية..
ويؤكد الدكتور محسن ابراهيم استاذ القلب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية والعربية لضغط الدم المرتفع أن80% من امراض القلب يمكن منعها, خاصة الشرايين التاجية الصغيرة التي تغذي عضلة القلب, وأن ضيقها وانسدادها هو المسئول عن الأزمات القلبية والذبحة الصدرية والانسداد الحاد, وحسب توقعات منظمة الصحة العالمية فإنه بحلول عام2020 ستصبح أمراض الشرايين التاجية المسبب الأول للاعاقة في العالم والتغيب عن العمل, يتبعها سبب رئيسي للاعاقة وهو مرض الاكتئاب.
وعن الأدوية الجديدة, أوضح الدكتور محسن إبراهيم استاذ أمراض القلب بقصر العيني ورئيس الجمعية المصرية للضغط, أن درسة دولية بعنوانontarget بمعني نحو الهدف أثبتت أن عقار تلميسارتان بالإضافة الي دوره في خفض الضغط, يوفر الحماية للشرايين في المرضي المعرضين للإصابة بالأزمات القلبية والمخية بفاعلية, كما يفيد مرضي السكر, مع قلة آثاره الجانبية مقارنة بباقي الأدوية المستخدمة حاليا في علاج ضغط الدم المرتفع. وكانت مصر أول دولة عربية لديها نسبة توضح حجم وانتشار ضغط الدم, فوفق الدراسة التي أجراها الدكتور محسن ابراهيم, يعاني26% من المصريين من ضغط الدم المرتفع, وتتجاوز60% بعد سن الستين, والذي أكد أن أكثر من45% من وفيات المصريين بسبب امراض القلب, ونصح بضرورة الكشف المستمر للسكر والكوليسترول والضغط, خاصة بعد سن الأربعين, موضحا أن80% من أمراض القلب يمكن منعها خاصة الشرايين التاجية, وأن حوالي60% من أسباب انخفاض وفيات القلب والشرايين في دول العالم الغربي يرجع الي علاج عوامل الخطر المختلفة, فمثلا الامتناع عن التدخين خفض وفيات القلب بنسبة30%.
من جانبه, حذر الدكتور محمد صبحي رئيس قسم القلب بجامعة الاسكندرية ورئيس الجمعية المصرية للقلب من تزايد نسب أمراض القلب في مصر والمنطقة العربية, حيث يعاني أكثر من50% من إجمالي سكان المنطقة العربية من خلل في مستويات الكوليسترول, ويشكل مرضي السكري بين10 إلي15% من السكان, وهي أرقام مثيرة للقلق لاسيما مع الزيادة السريعة في معدلات بالسمنة والآثار السلبية المرتبطة بها, ويشير الي انه توفي ما يقدر بحوالي17.1 مليون شخص في العالم جراء أمراض القلب والأوعية الدموية في عام2004, وهو ما يمثل29% من كل الوفيات في العالم ومن بين هذه الوفيات, حوالي7.2 مليون بسبب مرض الشرايين التاجية و5.7 مليون حالة بسبب السكتات الدماغية, وتوضح إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام2010 أن هناك مليار شخص مصابون بارتفاع الضغط في العالم, ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم الي1500 مليون ونصف مريض بحلول عام2025, ما يجعله أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في العالم.
ويوضح الدكتور براين ويليامز أستاذ القلب والأوعية الدموية بالولايات المتحدة أن خفض ضغط الدم إلي المستويات المستهدفة في المرضي الذين يصعب علاجهم, مثل ارتفاع ضغط الدم الانقباضي فقط أو وجود عوامل خطر إضافية, لا يزال يشكل تحديا كبيرا للأطباء, وقد أظهرت نتائج دراسة المجموعة الدوائية مشتقات الانجيوتنسن والتي نوقشت بالولايات المتحدة ونشرت مؤخرا, أن تلميسارتان هو العقار الوحيد من فئة الأدوية المثبطة لمستقبلات الأنجيوتنسن الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والمفوضية الأوروبية, ويسهم في خفض معدلات الوفيات القلبية الوعائية, مثل احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية في قطاع كبير من المرضي المعرضين لمخاطر عالية, وتستند هذه الموافقة علي نتائج التجارب السريرية لدراسةontarget والتي شملت25620 مريضا.
ويؤكد الدكتور كريم العلوي أن مشتقات الانجيوتنسن تحولت في خلال10 سنوات إلي أول الخيارات لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية, خاصة لدي المرضي المعرضين للخطر, لقلة آثارها الجانبية وطول فترة مفعولها, وسهولة متابعتها مقارنة بالعلاجات الاخري, ولاشك أن المستقبل يحمل العديد من الابتكارات العلاجية في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية.