كتبت في هذا المكان في الثاني عشر من سبتمبر الماضي عن هذا الرجل الذي التقيته في رحلة العمرة ورغم أننا لم نمكث سويا أكثر من ساعة ونصف إلا أنه حاول فيها نقل الكثير من تجاربه وخبراته إلى وفي ختام لقائنا قال لي إني موصيك بثلاث وصايا: الوصية الأولى الاستقامة على طاعة الله سيما منذ لحظة الشباب وصدق الله إذ يقول"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" آية 30سورة فصلت,وقال تعالى" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" آية 13سورة الأحقاف وقال تعالى"وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا" آية 16سورة الجن،وقال تعالى" فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"آية112سورة هود وفي الحديث "سبعة يظلهم الله في ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"رواه البخاري فحافظ على طاعة الله منذ الشباب فما أسرع الأيام ففي لمح البصر سينتهي العمر لينادى عليك من قبل الله لقد كنت في غفلة من هذا. قلت له هذه الأولى فما الثانية؟ فقال عليك ببر الوالدين وثق تماما أن كل رغيف ستقدمه لأبويك ستعوض خيرا منه إن عاجلا أو آجلا. وحكى لى موقفا حدث معه يقول جاءتني ذات يوم هدية عبارة عن عباءة فنظرت إليها وقلت في نفسي والدي أولى بها مني فهو رجل كبير والبرد شديد فهي ستعينه على صلاة الفجر إن شاء الله وما إن انتهيت من عملى حتى ذهبت مسرعا إلى بيت أبي لأقدم له هذه الهدية ولم أنتظر حديث النفس الإمارة بالسوء والتي ربما قد تزينها في نظري فتجعلني أبخل بها ".. وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ.." فقدمتها لوالدي وقلت هذه هدية جاءت إليك ولما رجعت إلى بيتي وتناولت الغداء تركتني زوجتي لحظات ثم عادت إلىّ وقالت لى:زميلك المهندس الفلاني الذي يعمل في دولة كذا جاء في الصباح وسأل عنك ولم يجدك فترك لك هذه الهدية" يقول ففتحتها فوجدتها عباءة ولكن أفخم وأفضل مما قدمتها لوالدي.قلت له هذه الثانية فما الثالثة؟ فقال لى :احرص على الجلوس مع زوجتك وأولادك ولابد أن يكون لكم وجبة طعام تجتمعون عليها فإن ذلك يولد المحبة والألفة بينكم وحتى لو لم تكن بحاجة للطعام فاجلس بينهم وكل أي شيء واحذر أن تستدرجك المدنية فتضّيع الرابطة الأسرية. في السريع: قال بعض الصالحين: لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك. المزيد من مقالات حماده سعيد