الرأي العام هو ثمرة من ثمار المشاركة الشعبية, والرأي العام المستنير هو القادر علي إصدار أحكام سليمة, وهو القادر علي المشاركة واتخاذ القرارات, وهو القوي الفعلية التي تسير بالمجتمع نحو التطور وكسر جمود العزلة, والنهوض بالأمة في شتي الميادين والمجالات. ولقد كان إبراهام لنكولن خير من عبر عن أهمية الرأي العام وحذر من خطورة إهماله أو عدم الاهتمام به من قبل الحكام, حيث قال إنه حقيقة أنك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدعهم كل الوقت. وللصحافة دور بارز في توجيه الرأي العام وعلي خلق الوعي السياسي والاجتماعي والاخلاقي لدي الناس. وذلك من خلال إعلامها بجميع الحقائق وتزويدها بشتي المعلومات والأخبار عن الموضوعات والقضايا السياسية, لقد كثر التساؤل عن الرأي العام في بلادنا وهل له وجود حقيقي؟ في رأيي أن بلادنا من أصلح البلاد تربة لوجود رأي عام ناضج قوي ولكن الذي نحتاجه هو الاهتمام بالتعليم وبالصحافة الحرة الواعية غير المكبلة بأغلال القيود, وبتربية هذا المولود التربية التي تؤهله لأن يصبح كائنا مستقلا ضاربا بجذوره في الأرض, يفكر بعقل واحد ويؤثر في الدولة والمجتمع تأثيرا ظاهرا فعالا. أما إذا كانت التربية مهملة فإن كل شيء يجعل من هذا المولود مخلوقا مسخا مشوها ومضطربا ومبلبل الفكر, ولدينا قوانين مختلفة وكذلك لدينا أحياء راقية أوروبية, وأحياء شعبية, وأحياء عشوائية. كل هذا الخلط في أوضاع الحياة من التعليم والتربية والقوانين والقضاء.. الخ الذي يعيش داخله الناس في هذا البلد, جعل لهم بالضرورة عقليات مختلفة كل عقلية تفكر تفكيرا خاصا وتري الدنيا من زاوية منفردة. وكان من أثر ذلك علينا حبس كل فرد داخل حلقة منفصلة في وضعه الذي نشأ عليه, لذلك علينا المبادرة الي الاهتمام بتربية الرأي العام تربية قوامها توحيد ثقافته وتعليمه وتوحيد قوانينه وقضائه ومحيطه ونظرته الي الأشياء, وأن نعتني بصناعته بالثقافة والتربية حتي نظفر برأي عام صحيح وبلد قوي.