هكذا إذن قالت الأمثال: عايز تحيره.. خيره وبين التحيير والتخيير يتسكع التغيير, وقد لا يأتي أبدا. والمصريون حائرون, الانتخابات علي الأبواب, فهل يا تري للتصويت يذهبون أم كعادتهم يتكاسلون؟ طيب.. إذا ذهبوا فمن سوف يختارون؟ وكيف يختار وهو الذي لم يتعود من قبل علي الاختيار؟ تلك في الواقع هي المعضلة الأهم: من ستختار يا مختار؟ وتتفشي الحيرة. قل لي: هل سيادتك حددت المرشح الذي ستذهب بعد أيام لتصوت له؟ وهل اخترت القائمة التي سوف تفضلها علي سواها من القوائم؟ وهل تعرف مكان الدائرة التي ستتجه إليها؟ بل قد أزايد عليك لأسألك: هل تعرف متي ستبدأ الانتخابات أصلا؟ مسكين.. محتار.. معذور. وهل هم أصلا علموك الاختيار؟ لقد عودوك دوما علي أن يختاروا لك. وحتي عندما كنت تتجرأ لتختار كانوا يزورون صوتك لينجح من يريدونه هم أن ينجح.. يا الله.. ما علينا آهي ماشية. سألت صديقا لي, كبير السن والمقام والمكانة: من ستختار يا باشمهندس؟ فوجئ بالسؤال, وكأنني أسأله عن نيكاراجوا, فكر قليلا, همس لنفسه: صحيح اختار من؟ أقول لك.. سأختار التيار الإسلامي لأنهم ناس طيبون. آه.. هكذا تسير الأمور إذن. طبعا ومن نافلة القول, إعادة تكرار حقيقة أن سلبية المصريين السياسية تعود إلي حرمانهم من المشاركة السياسية, إما باستخدام آلة القمع الرهيبة, سواء في عهد عبد الناصر أو السادات أو مبارك, أو بتزوير ارادتهم بواسطة ترزية القوانين إياهم. لكن السؤال هو: طيب ما مبرر هذه السلبية الآن وقد قامت الثورة؟ هناك3 إجابات: إما أنهم لا يصدقون أن الثورة قامت, وإما لأنهم يحتاجون لبعض الوقت لتعلم فضيلة الاختيار, أو لأنهم لا سمح الله كائنات غير سياسية بطبيعتها حتي لو قمت لهم بألف ثورة وثورة, فأي الإجابات تختار؟ أراهنك لن تختار وستحتار! المزيد من أعمدة سمير الشحات