المرشح للانتخابات عندنا في مصر, سواء كان مرشحا للبرلمان أو الرئاسة, يجب أن يعتبر نفسه محظوظا لأنه يتمتع بحماية ضد أية محاولة للإساءة لسمعته أو النبش في ماضيه..ففي أمريكا النبش مباح, ولا مجال لأية انحرافات أخلاقية لمن يترشح للانتخابات حتي ولو كانت مجرد هفوات صبيانية حدثت أيام الشباب..فلا حريات مطلقة.. فإذا كان المرشح قد خان زوجته في يوم ما, أو تحرش بزميلة أو عاملة بفندق منذ عدة سنوات, تحتسب له سقطة ونقطة سوداء في سجله حتي لو كانت زوجته قد سامحته.. وربما تكون بمثابة ضربة قاضية لتاريخه السياسي, وقد تضطره للانسحاب من السباق حتي لا تظل الفضيحة تلاحقه علي صفحات الجرائد.. وقد تكررت هذه الفضائح كثيرا في انتخابات سابقة, وتكررت مرة أخري أخيرا مع هرمان كين مرشح الرئاسة الجمهوري الأسود الذي كان متفوقا علي أوباما في استطلاعات الرأي الشهر الماضي.. فجاء من فجر له فضيحة مر عليها عشر سنوات.. حيث قيل انه تحرش بثلاث زميلات في العمل, مما أفسد عليه حملته الانتخابية,وأصبح متفرغا للدفاع عن نفسه, واتهام منافسه في نفس الحزب ريك بيري بالتآمر عليه, فيلقي بيري بالكرة في ملعب المرشح الثالث ميت رومني المتهم بدوره بالانتماء لطائفة دينية غير معترف بها.. ولأن المرشح الأسود لايريد الانسحاب من الحملة فقد امتد تأثير الفضيحة للحزب الجمهوري نفسه الذي كان طامحا في استغلال تردي شعبية اوباما ليقفز علي الكونجرس والبيت الأبيض... وبالرغم من أن الناخبين المحافظين يتمنون الحاق الهزيمة بأوباما الا أنهم لم يعودوا متحمسين لاعادة حزبهم للسلطة.. ويبدو أن فقدانهم الثقة في مرشحهم الرئيسي أفقدهم الحماس لأي مرشح آخر. الي هذه الدرجة تصبح فضيحة تحرش قديمة عاملا مهما في هز موازين الانتخابات وحسم معركة انتخابية يتعين أن يحسمها برنامج اقتصادي أو خبرة سياسية عميقة.. وبصرف النظر عن الهدف من وراء تفجير الفضائح لمرشح الحزب الجمهوري, وقد يكون عنصريا باعتباره أسود, الا أن عيوب هرمان كين الأهم التي لا يكترث بها الناخب الأمريكي كانت في ضعفه السياسي خاصة في مجال السياسة الخارجية.. والآن كم من مرشحينا كان يجب انسحابهم لو طبقنا أسلوب النبش في ماضيهم ؟ المزيد من أعمدة سلوي حبيب