الدنيا مليئة بالمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والدينية والأمنية.. مشاكل اليوم والغد.. مشاكل الذين فرضوا الأمس علي حاضرهم.. والذين حذفوا المستقبل من أجل ماضيهم.. والذين قرروا أن العصر الذهبي كان ماضيا, وانه مضي وانتهي ولن يعود.. لذلك فالبكاء علي الماضي هو طعامنا صباحا ومساء.. وهناك شعوب أدمنت المستقبل.. فكل حاضرها من أجل الاستعداد لغدها.. وانها قد قفزت بالناس إلي الغد.. فالابداع مستمر في الصناعة وفي الفكر.. وهم يحولون الطائرات الي مكوك فضائي وصواريخ ترتاد الكواكب التي تبعد عنا مئات الملايين من الأميال.. بل إنهم أطلقوا سفنا إلي ما وراء المنظومة الشمسية تقطع آلاف ملايين الكيلومترات.. ليس إلي الغد وانما إلي ما بعد الغد! وكل ذلك هموم ومشاكل لا يمكن أن نقضي عليها بمجرد أن ندير رأسنا إلي الوراء وخيالنا إلي العصور الذهبية التي ذهبت ولن تعود.. ونحن نري علي شاشتنا كل يوم جديدا.. وغدا اكثر اشراقا.. وحلولا لمشاكل موجودة ومشاكل لم توجد بعد.. وبينما نضع لكل حل مشكلة.. هم يجدون لكل مشكلة حلا.. بل إنهم يضعون حلولا لما سوف يجئ من مشاكل.. فما العمل؟ هذا هو السؤال.. تعال نبحث عن الجهات التي يجب ان تواجه مثل هذا السؤال.. وأن تجد له بنا ولنا حلا.. هات الصحف.. إنها علي هامش كل شيء.. علي هامش المشاكل وعلي هامش الحلول.. فلا تعرض قضية إلا اذا جاءتها من وكالات الأنباء الأجنبية والصحف والشاشات العالمية.. هم الذين يفكرون لنا وهم الذين يعلموننا كيف نحل مشاكلنا.. بل هم الذين يعرضون علينا مشاكلهم ويتركوننا نحلها.. ونحن لا نحلها لهم, فليسوا في حاجة إلينا.. ولكننا ننشغل جدا بحلها وكأنها مشاكلنا.. أما مشاكلنا وحلولنا نحن لمشاكلنا فتلك لا وجود لها.. فنحن علي هامش مشاكلنا.. وحلولنا علي هامش الحلول! والنتيجة: نحن نعيش علي هامش حياتنا ونقدم لنا وللناس هامشا من الحلول الواجبة علينا جميعا! وكأننا يا بدر لارحنا ولا جينا! [email protected] المزيد من أعمدة أنيس منصور