تسببت الوقفة الاحتجاجية المستمرة لليوم الرابع علي التوالي ضد مصنع موبكو( أجريوم) من جانب بعض أهالي السنانية بدمياط الملاصقة للميناء ومنطقة المصانع به, في قطع جميع الطرق المؤدية إلي رأس البر, وكذلك طريق المنصورةدمياط بتفريعاته إلي دمياطالجديدة ومركز كفر سعد. وقام بعض أهالي قرية السنانية بقطع الطرق وقام بعضهم بتكسير زجاج بعض سيارات المواطنين لإرهابهم وإرهاب الآخرين مسلحين بالأسلحة البيضاء والسيوف والسنج مستغلين حالة الانفلات الأمني وتخوف الشرطة من التدخل. ورغم وجود نساء وأطفال وشيوخ يريدون العودة إلي منازلهم وبلادهم وبعض المرضي الذين يريدون التوجه إلي المستشفيات فإن ذلك لم يشفع لأحد وظلت الطرق مقطوعة حتي الآن في وجه كل هؤلاء خاصة أصحاب السيارات الخاصة الذين لا سبيل لهم للخروج من هذا الحصار, حتي إن بعض العرسان قد الغوا افراحهم وشاهدوا ليلة من النكد, فلا الذاهب منهم إلي رأس البر لاستكمال فرحه في النوادي المنتشرة هناك استطاع الدخول, ولا الخارج منهم من رأس البر بعد انتهاء فرحه استطاع أن يذهب إلي منزل الزوجية. وقد اعترضت أغلبية الجماهير علي هذا التصرف من جانب هؤلاء إلا أن هناك اتجاها لتأييدهم بزعم أنهم يضغطون علي الحكومة لنقل المصنع. يذكر ان حزب الوسط بقيادة عصام سلطان نائب رئيس الحزب قد شارك في بداية هذه المسيرة وحتي الوقوف أمام مصنع موبكو في ميناء دمياط, وقد قامت قوات مشتركة من الجيش والشرطة في مساء اليوم الثاني بمحاولة فتح الطرق ونجحت في ذلك بشكل جزئي, إلا أنها انسحبت مرة أخري من الموقع, فعاد أهالي السنانية إلي قطع الطرق من جديد لتعود مدينة رأس البر للحصار مرة أخري بعد أن تراجعت قوات الأمن المركزي وغادرت الموقع, بعد أن شهدت محاولة فتح الطرق اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن المركزي والشرطة, أسفرت عن إصابة11 شخصا من بينهم5 من الأهالي و5 من الجنود وأمين شرطة, واحتراق سيارة خاصة بمرور دمياط. وكان مدير الأمن اللواء طارق حماد قد حاول التفاهم مع المحتجين وإقناعهم بعدم غلق الطرق إلا أن المحاولات باءت بالفشل ليتم إغلاق الطرق مرة أخري وتنصرف القوات دون فك الحصار المفروض علي أهالي وزوار رأس البر. وتم نقل المصابين إلي مستشفي دمياط التخصصي ومستشفي السنانية, عن طريق سيارات الإسعاف وسيارات الأهالي. ورغم كل هذه الأحداث فإن محافظ دمياط اللواء محمد علي فليفل كان يقضي اجازة العيد وغير موجود بالمحافظة حتي عاد صباح الخميس ولم يكن بالمحافظة أي مسئول باستثناء اللواء فايز شلتوت السكرتير العام المساعد. ودعا المحافظ بعد عودته من الاجازة ظهر الخميس مندوبي الصحف والإعلام والأحزاب وشباب الثورة بدمياط لاجتماع عاجل, أعلن خلاله أن مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة عليا لمراجعة خطط توفيق الأوضاع البيئية للمنشآت الصناعية داخل ميناء دمياط وبدء تفعيل توصيات اللجنة العليا بإعداد خطط لتوفيق الأوضاع خلال فترة لا تتجاوز تسعة أشهر علي أن يتم بدء أول اجتماعاتها يوم الاثنين المقبل. ومن مهام اللجنة ايضا اتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه الشركات غير الجادة ومراجعة توفيق الأوضاع بصفة دورية, إلا أن ذلك لم يقنع المحتجين ومازال الحصار قائما علي رأس البر ومع مضي الأيام الأربعة الماضية في ظل هذا الحصار تزايدت خسائر المواطنين هناك من أصحاب الكازينوهات والفنادق والعشش حتي نوادي الأفراح المتعددة, والتي كانت تنتظر هذا الموسم للانتعاش وتعويض خسائر قصر مدة الصيف بدخول شهر رمضان في اغسطس, وبدأت المدينة تشكو من تناقص المواد التموينية والغاز بسبب توقف الشاحنات عن العبور اليها, وكذلك ضاعت علي العرسان أموالهم وبهجة ليلة الدخلة بإلغاء أفراح العشرات منهم, وارتفعت اسعار النقل من عزبة البرج إلي دمياط ثلاثة أضعاف, حيث إنها تعتبر المنفذ الوحيد حاليا بعد عبور النيل بالمعديات لأهل رأس البر, أما الطالبات والطلبة فلم يذهبوا إلي مدارسهم وكلياتهم يوم الخميس وسيستمر الحال كذلك مع بداية الأسبوع باستمرار هذا الحصار. يذكر أن محافظ دمياط قام بقبول تبرعات من شركة موبكو التي ثارت الدنيا بسببها لصرفها كتعويضات لأسر الشهداء ومصابي ثورة25 يناير, وكذلك قبول مسئولي نادي دمياط لتبرع من الشركة يصل إلي200 ألف جنيه نظير عمل إعلان لتلك الشركة علي جدران النادي وفانلات اللاعبين. ومن جانبها تجمعت بعض عناصر من شباب6 إبريل أمام المسجد الجديد بدمياط بعد صلاة الجمعة أمس ثم توجهوا للوقوف أمام ديوان عام محافظة دمياط تضامنا مع المعتصمين علي الطرق وفي الوقت نفسه بدأ أهالي رأس البر يشعرون بالضيق والتبرم من تخاذل الأمن في فتح الطرق أمامهم, ووقف نزيف الخسائر الذي يعانون منه ويخشي أن يتحول ذلك خلال ساعات إلي تصرف عنيف من جانبهم, خاصة أهالي الجربي من الصيادين ويتحول الموقف إلي صراع أهلي دموي ولم تفلح تصريحات المحافظ في القنوات الفضائية في إقناع المعتصمين بالتراجع لفقدانهم الثقة فيه بعد أن أخذ من موبكو تبرعات لأسر شهداء الثورة.