بعد دفن جثث قتلي الأحداث الدامية التي شهدتها قريتا أولاد يحيي والتي تنتمي لقبيلة الهوارة, وأولاد خليفة التي تنتمي لقبيلة العرب, بعد3 أيام من التصريح بدفنها. بعد وساطات وتدخلات السيد وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج واللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن سوهاج والعميد علاء عبدالشافي الحاكم العسكري وسط اجواء مشحونة وإجراءات أمنية مشددة خشية تجدد الاشتباكات بين القريتين. من جانبه أكد المحافظ السيد وضاح الحمزاوي أن الوضع في قريتي أولاد يحيي وأولاد خليفة يسوده حالة من الهدوء الحذر وأن جهود المصالحات مستمرة بين كبار البلدين ولجان المصالحات وأن عملية تأخر دفن القتلي ليست بسبب منع الهوارة والتي تم الاتفاق معهم علي عدم تواجدهم أثناء الدفن, وقد تم الدفن لجثتي الطالبين وسط إجراءات أمنية مشددة من الجيش والشرطة قبل صلاة المغرب مساء أول أمس. وقال اللواء عبدالعزيز النحاس مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج إن المشكلة بين العرب والهوارة منذ أكثر من300 عام ولا يمكن حلها في يوم وليلة وتحتاج إلي جهد كبير ولن نيأس في مساعي حلها. وأضاف أن هناك حالة ترقب بين الطرفين نافيا وجود حصار كامل علي أولاد خليفة خاصة وأن هناك مدخلا تسيطر عليه الشرطة يتحركون من خلاله إلي جانب منافذ أخري وقد تم مؤخرا دخول المواد التموينية والسلع والبوتاجاز ولم يعد هناك حصار علي قرية أولاد خليفة ولكن هناك حالة من الحذر. وأكد أبناء قبيلة الهوارة أن المدافن المشتركة بين القريتين والقري الأخري أصبحت الأصل في تجدد الاشتباكات بينهم وبين العرب, خاصة في الأعياد حيث إن المشكلة الأخيرة والتي كانت بين السائقين بسبب أولوية المرور بالشارع قبل العيد تم الصلح فيها بنفس اليوم ولكن شباب القريتين احتكوا ببعضهم البعض أثناء زيارة المدافن يوم عيد الأضحي وتصاعدت أحداثها.. لذا بات من الضروري تخصيص قطعة أرض أخري لأولاد خليفة لاقامة مدافن خاصة بهم عليها وان الأمور تحتاج إلي حزم من الأمن بجانب إلغاء الاحتفالات بزيارة القبور خاصة في الأعياد والمناسبات وغلق المقاهي بأولاد خليفة وحذر الشباب من تجدد الأحداث بين تلاميذ القريتين مع عودة الدراسة مما يتطلب نقل تلاميذ أولاد خليفة من مدارس أولاد يحيي كإجراء احترازي. وقالت عبلة الهواري عضو مجلس الشوري السابق إن عقد جلسة مصالحة عاجلة بحضور كبار قبيلة الهوارة بأولاد يحيي بمركز دار السلام وأبومناع بدشنا في محافظة قنا, خاصة طارق السباعي عضو مجلس الشعب السابق وعلاء الوكيل ورجال الدين والمثقفين والمؤثرين بالمنطقة ولا مانع من دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لهذه المصالحة أصبح ضرورة حتمية حقنا للدماء في ظل حالة التوتر بالمنطقة.. وأشارت إلي أن قبيلة الهوارة تقيم تحت سفح الجبل شرق النيل من دشنا بقنا وحتي دار السلام بسوهاج. وقال أحمد محفوظ محام من أولاد خليفة إن الحل الأمثل للأحداث التي تشهدها المنطقة الآن يكمن في عقد جلسة للصلح في أسرع وقت لدرء تفشي الشائعات المتناثرة التي تعمل علي تأجج الفتنة بين الطرفين والتزام أهله وزويه بكل ما تسفر عنه المصالحة. وأضاف خميس عبدالحميد مدرس من أولاد خليفة أن العلاقة بين القريتين كانت تتسم بالود والحب علي مدي السنوات الماضية إلا أن الشباب هم الذين احدثوا الشقاق وأن الأوضاع كانت مستقرة بينهما حتي وقفة عيد الأضحي. وأكد شهود عيان أن هناك مساحات من الأراضي الزراعية تم اتلافها أثناء الأحداث تصل إلي عدة أفدنة مشيرين إلي أن هناك ايادي تحاول أن تستفيد من هذه الأحداث في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومن ناحية أخري واصلت نيابة جنوبسوهاج الكلية ونيابة مركز دار السلام باشراف المستشار محمد السفري المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج تحقيقاتها في الأحداث الدامية التي شهدتها القريتان أيام عيد الأضحي وأسفرت عن مقتل طالبين من قرية أولاد خليفة بالإضافة إلي9 مصابين ومقتل عامل وإصابة9 آخرين من قرية أولاد يحيي إلي جانب إصابة6 من رجال الشرطة منهم ضابطان و4 أفراد شرطة. وأمر المستشار خميس عيد رئيس نيابة جنوب الكلية بضبط واحضار ثلاثة متهمين آخرين ليرتفع عدد المتهمين الصادر لهم ضبط واحضار إلي21 متهما والاستعلام عن حالة المصابين, وقرر محمد عنتر مدير نيابة مركز دار السلام تشكيل لجنة فنية لمعاينة سيارات الشرطة التي اتلفت في الأحداث وعددها6 سيارات بينها سيارة مأمور مركز شرطة دار السلام.