في جمعة جديدة بسوريا حملت اسم تجميد العضوية لمطالبة جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا والمناداة بإسقاط نظام الأسد, سقط عشرات القتلي والجرحي برصاص الأمن السوري بين المدنيين. الذين خرجوا في حمص وحماة ودرعا وريف دمش ودير الزور واللاذقية وإدلب وغيرها من المدن في مظاهرات حاشدة رفعوا خلالها لافتات تقول: هل اوقفت المبادرة العربية دماءنا؟ ومتي ستنتصرون لنا يا عرب؟. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون سوريون أن أكثر من11 قتيلا وعشرات المصابين سقطوا خلال مظاهرات الأمس, لتبلغ حصيلة قتلي اليومين الماضيين52 شخصا معظمهم في حمص وإدلب وحماة, فيما بلغ قتلي المدنيين منذ موافقة نظام الأسد علي مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة أكثر من ثلاثمائة قتيل في مختلف المدن السورية. حسبما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أفاد المرصد بأن قوات الامن ومدرعاتها فرقت المتظاهرين في محافظة حمص, بحي الملعب ورغم ذلك تجمعت المظاهرة من جديد قرب ساحة دوار الغوطة, وخرجت مظاهرات حاشدة في احياء ديربعلة والبياضة والغوطة والخالدية وجورة الشياح والقرابيص و الانشاءات وبابا عمرو والدبلان. وأشار المرصد إلي أن قوات الامن حاصرت مسجد ابو بكر الصديق لمنع خروج مظاهرة وأن الأمن انتشر بكثافة في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس. وفي محافظة درعا, خرجت مظاهرات بمدينة جاسم من جامع النصار والحي الجنوبي و الحي الغربي والحي الشمالي وحارة الأرنبة. وفي مدينة دير الزور, اطلقت قوات الأمن النار بكثافة لتفريق مظاهرات خرجت في حيي الجبيلة والعرفي. وفي غضون ذلك, قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن قوات الحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية في إطار محاولتها قمع المعارضة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حمص المضطربة. وحثت المنظمة في تقرير صدر أمس مندوبي جامعة الدول العربية علي تعليق عضوية سوريا في الجامعة ومطالبة الاممالمتحدة بفرض عقوبات علي الافراد المسؤولين عن تلك الجرائم وإحالة ملف سوريا إلي المحكمة الجنائية الدولية. وقالت سارة لي ويتسون مديرة الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش حمص صورة مصغرة لوحشية الحكومة السورية.. يتعين علي الجامعة العربية ابلاغ الرئيس الاسد بأن انتهاك الاتفاق بينهما له تبعات وأنها تؤيد الان تحرك مجلس الامن( التابع للامم المتحدة) لانهاء المجزرة. في حين ذكر ناشطون في القاهرة, أعلن ناشطون في المعارضة السورية إقامة ما يشبه مراسم تشييع وعزاء رمزية لجامعة الدول العربية ردا علي عدم اتخاذها إجراءات حاسمة بشأن الأزمة السورية مطالبين الجامعة بإعلان إلغاء المبادرة العربية نهائيا في حين وقع عشرات المثقفين والأكاديميين السوريين علي بيان يطالب بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية. وقال بيان وصل وكالة الأنباء الألمانية إن عشرات النشطاء السوريين سيشاركون صباح أمس في مراسم عزاء اسلامي ومسيحي يضم صلاة جنازة وقداسا علي روح جامعة الدول العربية مع توزيع نعي مطبوع لها في الشوارع المحيطة بمقرها في وسط القاهرة. وكتب في نص النعي الرمزي وفق البيان: آل فقيدة الأمة العربية من المحيط إلي الخليج وأبناء الفقيدة مندوبي الأنظمة العربية ينعون إليكم بمزيد من الحسرة والألم فقيدتهم الغالية التي وافاها الأجل عام2011 إثر أحداث الربيع العربي ولفظت أنفاسها مع بدء الثورة السورية ويشيع جثمانها بلا تردد وتواري الثري في مدافن التاريخ الأسود ونستقبل التعازي أمام مقر الجامعة في القاهرة طيلة أيام الأسبوع. وتعد الفعالية الرمزية محاولة جديدة للضغط علي الجامعة العربية لاتخاذ موقف صريح من الأزمة السورية المحتدمة بعد محاولات عدة سابقة ضمت وقفات احتجاجية وتنظيم مظاهرات وتقديم بيانات وعقد لقاءات بين ممثلين للمعارضة ومسئولين بالجامعة علي مدار الأشهر الماضية. وقال البيان: إن النظام السوري بعد قبوله اللفظي للمبادرة زاد من وحشيته فقصف مدينة حمص بشكل همجي إضافة لمدينة حماة وريفها واستمر مسلسل القتل الإجرامي بحق المتظاهرين العزل ليحصد العشرات من أبناء سوريا يوميا. وأضاف البيان: نحن الموقعون علي هذا النداء نطالب الجامعة العربية أن تتحلي بالمسؤولية السياسية والأخلاقية تجاه ما يحدث في سوريا وتقوم بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة وفرض عقوبات ذات مغزي من قبل الدول الأعضاء علي النظام السوري ودعم أي جهد دولي يهدف إلي تأمين حماية دولية للمدنيين السوريين. في السياق نفسه وقع أكثر من230 مثقفا وفنانا وأكاديميا وصحفيا سوريا بيانا موجها إلي الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية الدول العربية يطالبون فيه بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة وفرض عقوبات علي النظام السوري ودعم تأمين حماية دولية للمدنيين السوريين. وفي سياق آخر, ألقت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء علي ما يتعرض له الاقتصاد السوري من تدهور حاد بعد ثمانية أشهر من الاحتجاجات والمظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتحت عنوان ثمانية أشهر من الاحتجاجات تهوي بالاقتصاد السوري, ذكرت الصحيفة أن الاقتصاد السوري تعرض لضربة قوية علي مدي قرابة ثمانية أشهر من قمع حركة الاحتجاج ضد بشار الأسد والعقوبات الاقتصادية الغربية الرامية إلي الضغط علي النظام السوري لوقف أعمال العنف. ونقلت الصحيفة عن معارضين سوريين قولهم إن النظام يحاول تضييق الخناق علي المناطق المتوترة لإشعارها بتأثير العقوبات الدولية, حيث أكد رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأماكن التي تشهد أعتي حركات الاحتجاج, حيث تقمع التظاهرات بصورة شبه يومية لا تشهد نشاطا تجاريا طبيعيا, موضحا أن العائلات تؤمن بقاءها بفضل تضامن الأقرباء.