لا أحد يستطيع أن يفهم تماما ماذا تريد النجمة أصالة ؟ والتي وبمجرد اندلاع الثورة السورية قررت أن ترتدي ثوب الثوار,وخرجت بتصريحات نارية, ضد النظام السوري. وفجأة أعلنت أنها أبدا لم تكن يوما ضد الرئيس السوري بشار الأسد, بل تراجعت عن تقديم أغنية ز ز ماضية وهي بالمناسبة كل كلماتها ضد بشار وسياسته العنيفة, ورغم أن تصريحات أصالة في كلتا الحالتين كانت علي الملأ وأمام العديد من الصحفيين, فإنها كلما تقرر أن تغير في موقفها أو تتراجع عنه تؤكد أن الإعلاميين بيفهموها غلط, والغريب أنها خرجت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته أخيرا في أحد الفنادق في مصر بمناسبة انتهاء تصوير برنامجهاصولا وفاجأت الحضور بأن موقفها تجاه بلدها سوريا ليس معاديا لنظام بشار الأسد, فهي لا علاقة لها بالسياسية ولكن كل ما قالته بأنها مع الثوار ومع تحقيق مطالبهم, ولكن ذلك لا يعني علي الإطلاق بأنها تكره شخص الأسد. وفي المؤتمر أعلنت أصالة أنها تراجعت عن إصدار أغنية آه لو الكرسي يحكي لأنها لا تتوافق معها ومع رأيها الشخصي ولا تعبر عنها قائلة: لماذا يحاسبني بعض الأشخاص علي الأغنية, وهي لم تطرح بعد, بل إني أعتذر من الأساس بأنني فكرت في تقديمها, ومع ذلك لا أنكر أني مع الثوار في كل مكان, ولكن ذلك لا يعني أنني هاجمت يوما بشارالأسد في أي من تصريحاتي. ويبدو أن أصالة تراهن علي ذاكرة الجمهور والصحفيين الضعيفة,حيث نسيت أو قررت أن تتناسي التصريحات النارية التي خرجت بها علينا فور اندلاع الثورة السورية وقالت فيها أنها مع الثوار ولكنها أقل شجاعة منهم,ووقتها زايدت أصالة وقالت في تصريح واضح لبوابة الشباب التي تصدر عن مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام: ليتني معكم لأصرخ حريةس س. ز للمشاركة مع الفنانيين السوريين في تمثيليات دعم نظام بشار الأسدس-- علي وجه التحديد ما إذا كانت هناك ضغوط علي أصالة حتي تتراجع عن مواقفها السابقة, بعد أن أصبح الأمر يصعب فهمه, والسؤال البدهي في هذا الأمر: لماذا من الأساس تحدثت في السياسة وقررت ارتداء ثوب الثوار مادامت لا تفهم في السياسة ؟- علي حد قولها- ولماذا اتخذت موقفا عنتريا وهي لم تستطع بعد أن تتحمل تبعاته ؟ كان من الأفضل لها أن تصمت بدلا من أن تورط نفسها في سيل من التصريحات غير المحسوبة, وهو ما أخذه عليها أيضا فنان بحجم وديع الصافي وقال: أنها يجب أن تعود لأصالتها, ويبدو أنها لم تتعلم الدرس من الفنانين المصريين والذين شهدت مواقفهم تحولات من النقيض إلي النقيض, ففقدوا الكثير من مصداقيتهم, ويجب أن تعلم أصالة أن هناك أمورا لايجوز فيها إمساك العصا من المنتصف, وتحديدا في المواقف السياسية التي تتعلق بقتل وذبح أبرياء, وشهداء مازال يعاني ذووهم, بل كان عليها أن تتعلم الدرس جيدا وتعي تفاصيله من مطرب الثورة إبراهيم قاشوش صاحب أغنية إرحل يابشار والذي دفع حياته ثمن نضاله ومواقفه الواضحة حيث لم يكتفوا بقتله وذبحه بل اقتلعوا حنجرته تحية لهذا الرجل- قاشوش الذي أعلن موقفه صراحة ولم يتراجع لأنه لم يكن ينتظر أن يلفت الأنظار أو أن يزيد عدد معجبيه, أو أن يطلق عليه لقب الفنان الثوري. علي أصالة ومن يرغبون مثلها في مغازلة كل الأطراف أن يصمتوا, أو أن يغنوا اناشيدهم خارج السرب, وألف تحية للشرفاء الذين دفعوا دماءهم وحناجرهم فداء لأوطانهم.