أسيوط وائل سمير: اختبار صعب وقع فيه العديد من العائلات المخضرمة سياسيا أو عائلات الفلول كما يطلق عليها في أسيوط ممن لها باع طويل في مجال الانتخابات التشريعي بعدما تبدلت الأحوال في هذه الدورة البرلمانية لظهور وجوه عديدة علي قوائم الأحزاب المختلفة والفردي واندثار فزاعة الحزب الوطني التي كانت ترهب العائلات وتجبرهم علي التصويت للحزب المنحل. وجدت العائلات المخضرمة نفسها في صراع شرس مع باقي العائلات المخضرمة التي تخطو أولي خطواتها السياسية بعد اشراق الأمل عقب الثورة فهل ستنجح هذه العائلات في حسم الصراع لصالحها أم سيتم الاطاحة بها كما حدث مع النظام المخلوع؟لقد نجحت بعض هذه العائلات في مراكز وقري محافظة أسيوط في الحفاظ علي مقعدها البرلماني منذ سنوات عديدة ولدورات متتالية بالرغم من تغيير الأشخاص ولكن لا ينتقل المقعد بعيدا عنهم, حيث يتبادلونه كيفما يشاءون داخليا ولكن يصعب لأحد من المنافسين الاقتراب منهم ومن هذه الاختبارات الصعبة النائب محمد حمدي الدسوقي الذي يحظي بشعبية جارفة بالرغم من انتمائه للحزب الوطني بعد توليه المسئولية عن أفراد عائلته, ففي الماضي نجح في إجبار الجميع علي مبايعته وعدم التقدم للترشح أمامه لينجح بالتزكية وحافظ علي تاريخ العائلة السياسي أما في هذه الانتخابات فهو يواجه72 مرشحا في شتي أنحاء الدائرة التي تضم مركز ومدينة أسيوط وبندر أسيوط فماذا سيفعل أمامهم؟ ومن الاختبارات الصعبة أيضا ماتشهده دائرة مركز ديروط, حيث تعد من الدوائر المغلقة علي عائلتي الكيلانية في مقعد الفئات والقرشية في مقعد العمال ويخوض النائب المخضرم شاهين كيلاني الذي ينتمي للحزب الوطني سابقا صراعا شرسا أمام العشرات من الشباب المتحمس لإنهاء هيمنة الكيلانية علي المقعد وكذلك الحال علي مقعد العمال الذي تحتكره عائلة القرشية منذ ما يزيد علي40 عاما وهي بالمقاييس السياسية فترة طويلة جدا وهذه دلالة علي قوة العائلة ونفوذها السياسي في الدائرة حيث لم يستطع أحد من المواطنين الوصول الي الكرسي أو خطفه من أنيب القرشية, ولكن دوام الحال من المحال, حيث بدأ الصراع يشتد وتردد أن هناك اتفاقا خفيا بين المرشحين وانصارهم لإسقاط القرشية. وتشهد دائرة مركز ابوتيج صراعا من نوع خاص بين عائلة أبوعقرب علي مقعد الفئات وعائلة مكي علي مقعد العمل وكلتاهما تنتمي للحزب المنحل, حيث يمثل مقعد الفئات لأبناء عائلة أبوعقرب إرثا يجب المحافظة عليه وكذلك الحال لعائلة مكي ولكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن, حيث وجدت تلك العائلات نفسها في صراعا شرس مع الاخوان المسلمين وباتت مقاعدهم في مهب الريح.