مازال سؤال المتنبي رغم مضي اكثر من ألف عام قائما, يطرح نفسه من آن لآخر, ولا يجد من يجيب عنه.. هذا هو الخاطر الذي يهاجمني اليوم, بل ويزيد هجومه الشرس علي في ايام العيد..ويستعيد كل هذه الآلام التي ترددت منذ اكثر من الف عام وما تزال بيننا. ما زال السؤال يطرح نفسه, كلما جاء عيد ومضي: عيد بأية حال عدت يا عيد/بما مضي أم لأمري فيك تجديد اقول: مازال سؤال المتنبي حيا, واجابته حيري.. فإذا أردنا عزيزي القاريء ان نتوقف عند المناسبة التي قيلت فيها القصيدة, فهي مناسبة رحيله كما نعلم عن مصر, وهو يردد السؤال الحائر, ويضيف الي تراكم الحيرةاسئلة كثيرة لا نستطيع ان نجيب عنها اليوم ونحن نتلفت حولنا في المنطقة لنعثر علي اوطاننا ممزقةوراياتنا متفرقة. والواقع الراهن يؤكد ان التاريخ يعيد نفسه, في المرة الأولي يصبح التاريخ دراما تاريخية وحين يعيد نفسه يصبح ميلودراما دامية.. وأدعو القاريء الكريم ان يستعيد هذه الابيات بعد اكثر من الف عام وهو ينظر الي بلادنا نستعيد ألفاظ المتنبي ونتأمل حين يضيف: صار الخصي إمام الآبقين بها/فالحر مستعبد والعبدمعبود هل يحتاج القاريء الكريم اشارة وشرحا ونحن نقف في مستنقع االقرن الحادي والعشرين ومرتع العديد من القضايا الوهمية ونحن في اعقاب ثورة عاتية عالية الاضواء; يضيف الشاعر هنا وتاملوا معي كلمات المتنبي. نامت نواطير مصر عن ثعالبها/فقد بشمن وما تفني العناقيد.. هل نحتاج حقا شرحا لتعبير كيف نامت نواظير بالظاء- الناظرين او المراقبين في مصر عن ثعالبها عن هؤلاء الفاسدين الذين راحوا يرتعون ويفسدون في بلادنا وينهبون دون ان يصابوا بالتخمة منذ ثلاثين عاما او منذ قرون مضت ومازال فقراء مصر واصحابها هم همومازال الواقع الأليم يدفع بنا من آن لآخر ان نسأل كيف يحدث هذا كله؟اين اصحاب البلاد؟ ماذا يثير فينا هذا العيد بأحداثة الثقيلة قبل المتبني وبعده..؟ هل يتذكر احد؟ وهل يجيب احدحقا حين يستعيد بيت المتنبيويسأل معه: عيد بأية حال عدت يا عيد/ بما مضي أم لأمري فيك تجديد المزيد من أعمدة د.مصطفى عبدالغنى