فريضة الحج تجمع خصائص كل العبادات

فريضة الحج تتميز بكونها جامعة لما تفرق في غيرها من الفرائض والعبادات لانه عبادة بدنية بأفعال مخصوصة تؤدي وكذلك أقوال كالصلاة‏..‏ وتجتنب في الحج محظورات الاحرام من ترك للعادات التي درج عليها الناس في حياتهم كما يجتنب الصائم المفطرات‏..‏ والحج عبادة مالية لما يتطلبه من بذل المال لنفقات السفر وتكاليف الإقامة وغيرها كالزكاة.. ويتحمل الحاج تجشم المشقات والاسفار الصعبة ومخالفة المألوفات وهو ما يماثل الجهاد.. كما أن في الحج معني الهجرة بمفارقة الأوطان والأهل والخلان وهجر المألوفات من زينة واستقرار ويتميز الحج, كما يقول الدكتور محمد محمود هاشم عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالزقازيق بفضائل من الشرف في الزمان والمكان والافعال بما يفيض علي قلب المسلم في زيادة سلوكه رفعة وتهذيبا وكمالا وفيما يتعلق بشرف الزمان فإن مناسك الحج تؤدي في أفضل أيام العام وهي العشر من ذي الحجة التي أقسم الله بها في قوله تعالي والفجر وليال عشر وحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من عشر ذي الحجة.
وأما شرف المكان فإن مناسك الحج تؤدي في أفضل بقاع الأرض وهي مكة وما حولها باعتبارها منطقة الحرم الذي جعله الله آمنا.. ويؤدي الطواف حول بيت الله الحرام الذي سجل القرآن وجوب تعظيمه فقال سبحانه إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين.. والسعي بين الصفا والمروة, حيث تجلي الله بتفريج الكرب عن هاجر وابنها إسماعيل وصار المكان مسعي في الحج والعمرة التماسا لاجابة الدعاء.. ثم الوقوف بعرفات وهي بمنزلة المدخل إلي بيت الله تعالي وحرمه وفيها يغفر الله لعباده الذنوب ثم تعم المغفرة للحجاج بالمزدلفة, كما تشغل مني حيزا من وقت مناسك وأعمال الحج فهي مكان رمي الجمرات الذي يراد به اخزاء الشيطان وامتثالا لسنة أبو الانبياء وحول شرف أفعال الحج يضيف الدكتور محمد أبوهاشم بأن كل الأفعال فاضلة لقول رسول الله من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه فالإحرام يعني الدخول في حرمة المناسك بالنية والتلبية يوجب التخلي عن الدنيا وشهواتها لما تقتضيه من اجتناب المحظورات.. والتلبية بالاكثار والتكرار من قول لبيك اللهم لبيك.. لبيك لاشريك لك لبيك وهو مايعني استمرار الإنسان في إقامة طاعة الله المرة بعد المرة من غير توقف عنها ولا مخالفة لها وهذا شعار له عظيم الشرف لتحقيق الآداب الشرعية في الاقوال والافعال والاحوال لكي يفوز المسلم بالأهلية لهذه الفضائل والإكرامات الإلهية.