يشارك الناخبون في الانتخابات البرلمانية المقبلة في ظل نظام انتخابي يشوبه قدر كبير من الضبابية, فتارة يفاضل الناخب بين اسماء مرشحي الفردي ومعظمهم من المستجدين عليه, ولا يعرفهم بصفة شخصية. وتارة اخري يتوه بين قوائم حزبية لا يعرف برامجها ولا مرشحيها ولا كيفية اختيار من بالقائمة في ظل التمثيل النسبي لأعضائها حسب نسبة الاصوات التي ستتوزع بين القوائم وبالطبع سيفوز بنصيب الاسد من يعتليها. فالناخب الذي كان يصوت في ورقة واحدة ويدخل لجنة الانتخاب منشن علي اسمين فقط بل ورمزين انتخابيين اذا كان لايجيد القراءة والكتابة, أصبح امامه مهمة شاقة, اذ سيحصل علي ورقتين يضعهما في صندوقين الاولي للفردي, وهي في الأغلب للدوائر الجغرافية الاقل, والثانية للقائمة والتي تتسع في المتوسط لدائرتين او ثلاث دوائر من الفردي. وعلي المرشح الذي لم تبذل وسائل الاعلام الجهد الكافي لتوعيته ربما لضيق الوقت ان يختار عدد المرشحين في ورقة الفردي سواء اختارهما من الفئات او العمال, فلا مشكلة في ذلك حيث سيتم في النهاية فرز العمال واخراج الفئات اذا تعدت نسبتها ال50%, وهو النظام الذي مازلنا نطبقه نحن وسوريا والمعروف بنسبة العمال والفلاحين. بينما سيفاضل المرشح الغلبان الذي سيجد نفسه في حسبة برمه في ورقة القائمة بين اسماء الاحزاب السياسية او التحالفات الانتخابية, وهنا لن يري في البطاقة اسماء للمرشحين الذي يتراوح عددهم علي مستوي الجمهورية بين4 الي10 مرشحين في القائمة الواحدة, وستحلق اسماء المرشحين في لوحة خارج اللجان( الفصول), وما أدراك ما الزحام حول هذه الفصول, وبذلك علي الناخب الذي كان الله في عونه ان يبذل مجهودا سابقا لمتابعة ومعرفة الاسماء بدقة من خلال وسائل الاعلام وموقع اللجنة العليا للانتخابات. واخشي ما أخشاه كما سمعت من البعض إمكان قيامهم بابطال اصواتهم لانهم لايعرفون او يقدرون الاسماء المرشحة ولكن هذا الامر ينم عن سلبية اذا حدث لاقدر الله وعدم وعي باهمية صوت الناخب لاسيما في الحقبة الديمقراطية بعد الثورة, ولكن اذا وضعت نفسك مكان هذا الناخب الحائر فهل ستعطي صوتك لمن لاتعرفه وربما يكون اختيارك خاطئا, ام انك ستبذل الجهد من الآن لمعرفة نائب المستقبل الذي بدوره هو الاخر لن يستطيع بكل سهولة الوصول بفكره وبرنامجه للناخبين بعد ان اتسعت الدوائر بصورة تجعله يقوم بجولات مكوكية بشكل يومي. وليعلم كل ناخب ايضا ان نتيجة الانتخابات بالفردي ستعلن فور انتهاء كل مرحلة من المراحل الثلاث علي مستوي الجمهورية, ليعرف كل منهم من هو مرشحاه عن الفئآت والعمال ربما يكونان من العمال, ولكن بالنسبة للقوائم, فسيتم الاعلان عنها بعد اخر مرحلة علي مستوي الجمهورية اي بعد يوم10 يناير المقبل, وذلك لان هناك نسبة ينبغي حصول الحزب عليها علي مستوي الجمهورية, فضلا عن وجود نظام جديد وضع لتحقيق نسبة العمال والفلاحين, اسمه المعامل الانتخابي والذي سيتم بموجبه خصم عدد من المرشحين الناجين في القوائم لصالح مرشحين من العمال والفلاحين وهذا النظام هو الاخر يصعب فهمه علي الناخب.