اختار الله سبحانه وتعالي البقيع في مدينة رسول الله ليكون مكانا لدفن العالم الجليل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. والبقيع هو أطهر مكان في الأرض سواء للأحياء أو الأموات, فقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من أنه رغب في الموت في المدينة, والبقيع هو مدفن أهل المدينة علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم, فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها, ورواية ابن ماجة: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشهد لمن مات بها, ومن ذلك ما روي مالك في الموطأ من أنه صلي الله عليه وسلم قال في شأن المدينة: ما علي الأرض بقعة أحب إلي أن يكون قبري بها منها ثلاث مرات, وقد روي البخاري في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلي الله عليه وسلم. وقد ذكر الحافظ بن حجر وغيره حديثا إن صح فهو صريح في فضل الدفن بالبقيع, والحديث رواه الطبراني عن أم قيس بنت محصن قالت: أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بيدي حتي أتينا البقيع, فقال يا أم قيس يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب, فقام رجل فقال: أنا منهم؟ قال نعم, فقام آخر فقال: سبقك بها عكاشة. قال الحافظ: وإن ثبت حديث أم قيس ففيه تخصيص آخر بمن دفن في البقيع من هذه الأمة وهي مزية عظيمة لأهل المدينة.