بالمصادفة الشديدة وجدت بين يدى كتابا مذهلا يكشف العديد من الأسرار فى ذلك العالم الذى يحيط بنا ولكن لا أخفى أن أكثر ما لفت إنتباهى بشدة، هو حديثه المفعم بالإحترام والتقدير عن شخصية مصرية ووصفه الدقيق لها، وبالطبع كان الحديث أو الوصف لتلك الشخصية المحترمة قبل عدة سنوات، أى قبل أحداث الثورة المصرية فى يناير الماضى، والتى ربما يصبح بعدها رئيسا للجمهورية إذا ما ترشح لمثل هذا المنصب وخاصة أنه بالفعل مرشح بقوة حتى الآن ولكن رغم أنفه. الكتاب هو مذكرات "جورج تينت" مدير "السى أى أيه" السابق والتى حملت عنوان "فى قلب العاصمة" ، أما تلك الشخصية المصرية التى تحدث عنها فهى اللواء عمر سليمان فقال عنه: ترأس عمر سليمان جهاز الاستخبارات المصرى منذ سنوات وهو كلواء يتمتع بالوقار والهيبة قوى جدا ويتحدث بتمهل جذاب وصريح تماما في عالم مملؤ بالظلال.. مباشر فى كلامه شديد البأس ودؤوب العمل وأضاف "تينت": يقتحم الأزمات بجرأة وصلابة لإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عندما كان الجميع يفشل.. ولا يقتصر عمله على الشرق الأوسط وحده فهو يقيم علاقات وثيقة مع أجهزة استخبارات غربية أخرى ويكفى أنه من وجه المخابرات الأمريكية إلى أن بن لادن ينوى توجيه ضربة لم يسبق لها مثيل داخل الاراضى الامريكية قبل 8 أيام من أحداث سبتمبر. والحقيقة أننى شعرت بعد قراءة هذه السطور بالحيرة الشديدة ، فكيف ينظر له العالم مثل هذه النظرة المملوءة بالتقدير ونحن فى بلادنا ينظر البعض - ولا أراهم سوى مجموعة من المتسلطين الذين يقودون البلد إلى الهاوية - لمجرد فكرة ترشح اللواء عمر سليمان لمنصب رئيس الجمهورية، بأنه درب من الجنون والخطر فى آن واحد وقد يقيم البلد ولا يقعدها، بل قد يدفع شباب الثورة إلى ما هو أشد من الثورة، ويغفلون تماما وعن عمد أنه كان من أهم أسباب تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك وتخليه عن الحكم للمجلس العسكرى فى وقت جبن فيه الجميع عن مواجهة الرئيس المخلوع بحقيقة الوضع فى مصر فى أعقاب الثورة وأنه لا مناص من إبتعاده إلى غير رجعة. إن الحكم على مرشح للرئاسة يجب أن يكون عبر مؤهلاته وبرنامجه لمثل هذا المنصب الرفيع، وهل هو قادر على تبعاته ومهامه الجسيمه أم لا، وعلينا أن نعلم أن مثل هذا الرجل الذى نشأ فى قلب صعيد مصر وقاد مخابرات الوطن بدءا من عام 1993 حتى يناير 2011، ليصبح واحدا من مجموعة نادرة من المسئولين المصريين الذين يحملون رتبة عسكرية لواء (جنرال) ومنصب مدنى بدرجة وزير وشارك فى حروب اليمن ويونيو 67 وأكتوبر 1973، جدير بأن يحصل على الفرصة أو على الأقل الترشح وليحسم صندوق الإنتخاب مصيره وإعتقادى أنه سيسانده .. وهو ما سيحدث .. وللحديث بقية . المزيد من مقالات محمد غانم