يرحم أيام زمان.. وليالي زمان, عندما كانت الجماهير تتهافت علي ملاعبنا لمؤازرة فريقها بروح رياضية, بغض النظر عن الفوز والخسارة, لأنهما وجهان لعملة واحدة الله أو لأنها تعلم أيضا أي الجماهير أن الرياضة هي أخلاق, أولا قبل أن نلعب أو نحقق فوزا أو حتي نخسر ولهذا كانت المباريات بمثابة سهرة ممتعة لهم لا تختلف كثيرا عندما نذهب لمشاهدة فيلم سينمائي جيد أو مسرحية أمام عمالقة الفن في هذا الزمن الجميل, والذي كان يحمل كل معاني الحب والتفاني حتي إذا كانت هناك هتافات معادية ضد لاعب أو حكم لا تخرج أبدا عن النص. ولكن الآن تغير الحال وأصبحت ملاعبنا تشهد ظاهرة خطيرة للغاية بإشعال الشماريخ داخل المدرجات, بخلاف الهتافات البذيئة التي تسمم آذان وسمع الجميع من خلال مشاهدة الملايين لشاشات التلفزة, وبرغم العقوبات الموقعة ضد الأندية التي تمتلك جماهيرية عريضة وهي الأهلي والزمالك والإسماعيلي باللعب خارج ملعبها, أو اللعب علي أرضها بدون جمهور, بالإضافة إلي العقوبات المالية الكبيرة الموقعة علي أندية الدوري, وفي رأيي أن تلك الأمور ليست حلا سريعا للوصول إلي إنهاء تلك الظاهرة السيئة في ملاعبنا, ويجب أن يكون هناك قرارات رادعة تطبق بيد من حديد وتحقق العدالة للجميع دون النظر إلي ألوان الفرق وجماهير تلك الأندية. الأندية الكبيرة للأسف لم تتخذ أي قرارات ضد هذا الشغب الصارخ في المدرجات, لأنها تخشي أن تقوم تلك الجماهير بالانقلاب عليها ومطالبتها بالرحيل, ولهذا أمسكت الأندية بما فيها الأهلي والزمالك العصا من النصف, فهي لم تتخذ أو تصدر بيانا قويا يدين هذا الشغب الجماهيري بالمدرجات. وما يحدث من تلك الجماهير, ليس بسبب الأخطاء التحكيمية, لأن تلك الأخطاء موجودة منذ أن دخلت اللعبة في مصر, ناهيك عن الانفلات العصبي لبعض اللاعبين داخل المستطيل الأخضر, مما يثير الجماهير داخل المدرجات, مع أن أغلب هؤلاء اللاعبين هم أنصاف نجوم, مقارنة بما حققه فريق الزمالك لكرة اليد من انجاز إفريقي وتاريخي لناديهم. المزيد من أعمدة خالد عز الدين