المشهد علي الساحة المصرية الآن يؤكد أننا أمام معضلة خطيرة قد تطيح في اي لحظة بالثورة, بل إنها قد تطيح بالدولة بأسرها بسبب حالة الشقاق الشديدة والخلاف الحاد بين القوي السياسية فيما بينها والأحزاب و الحكومة والمجلس العسكري. ويجب في البداية أن نضع الحقيقة والأخطار كاملة أمام أعيننا حتي نستطيع أن نتمسك باخر قشة تنقذنا من الانهيار, فأركان الدولة الأساسية يتم تدميرها أو محاولة افشالها, فالأمن يعد انهياره عقب ثورة يناير لم يستطع أن يقف مرة أخري بل علي العكس كلما يسترد عافيتة بعض الشئ تحدث معه مواجهه لإيقاف عودته من جديد, والقضاء المصري تم زرع الخلافات فيه من خلال تيارات متناحرة, والجيش المصري يتم التربص به ومحاولة إدخاله في صراع مع الشعب, وهو ما بدأ في أحداث ماسبيرو, كل ذلك يتم في عدم وجود مجلس شعب, وفي ظل حكومة ضعيفة. الأخطر من ذلك حالة الانهيار الاقتصادي, وهروب الاستثمارات الأجنبية, وتوقف حركة السياحة, في الوقت الذي تزداد المطالب الفئوية يوما بعد يوم ووقوف الحكومة مكتوفة الأيدي برغم أنها تتحمل الكثير بسبب وعودها وقراراتها التي تعجز عن تحقيقها, الأمر الذي يهدد بالإفلاس ولن يتبقي أمام الحكومة سوي طباعة العملة. الواضح بعد استعراض كل تلك المشاهد المختصرة أن هناك أيادي خفية تعبث في مستقبل مصر بعد الثورة, لا ترغب في أن تكون مصر قوة فاعلة بفكر جديد في منطقة الشرق الأوسط, وأدخلت علينا مصطلحات جديدة وهي التخوين في كل شخص وتكذيب كل ما يقال, ولعل أبرز ما تم تكذيبه بعد الاعلان عن اعتقال الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل, وخرج الجميع يكذب ما حدث حتي تم تبديله بمصريين في السجون الإسرائيلية, هذه هي السياسة التي اصبحت متبعة لايقاف اي عمليات إيجابية في الوطن. إن هناك آمال عريضة للشعب المصري يجب أن يعمل علي تحقيقها ويجب أن ننظر للأمام, فيجب أن يتكاتف الجميع من أجل إجتياز الأزمة, وأول التحديات هو إنهاء انتخابات مجلس الشعب بطريقة ديمقراطية, لأنها ستكون اللبنة الأولي في الوصول بمصر الي بر الأمان, وتحقيق الاستقرار, ولكن علينا اولا نبذ كل الخلافات حتي لا نصل الي المستقبل المظلم. المزيد من أعمدة جميل عفيفى