دعت جماعة الإخوان المسلمين الشعب المصري إلي التصدي لأي محاولة للتزوير أو العدوان أو البلطجة, وتشكيل لجان شعبية تعاون رجال القوات المسلحة والشرطة في هذا المجال, حتي تخرج الانتخابات بصورة مثالية يشيد بها العالم مثلما كانت ثورة يناير. وحثت الجماعة في بيان لها أمس الجميع بالالتزام بالمباديء والأخلاق والديمقراطية أثناء فترة الدعاية الانتخابية, وأثناء إجراء الانتخابات والحفاظ علي النزاهة والشفافية, والرضا بالنتائج أيا كانت, وتعاون الجميع بعد ذلك من أجل مصلحة مصر العليا, وأن يؤمن كل فرد بأن صوته أمانة ومؤثر وفعال, ومن ثم يبادر إلي الإدلاء به دون تكاسل أو إبطاء, لاختيار الأصلح والأكفأ دون نظر إلي قرابة أو صداقة أو علاقة غير موضوعية من أي نوع. وقال الإخوان إن إغلاق باب الترشيح لمجلسي الشعب والشوري أولي الخطوات نحو التحول الديمقراطي الذي ثار من أجله الشعب المصري وقدم أبناؤه شهداء وجرحي, وجاء الإقبال الشديد علي الترشح كتعبير عن مناخ الحرية الذي استشعره الشعب, كما جاءت التحالفات كرمز لرغبة في توافق وطني يخفف من وطأة التشرذم, ويجمع القوي الوطنية ودعا البيان المجلس الأعلي للقوات المسلحة للوفاء بوعوده المتكررة وأن يستجيب لمطالب غالبية القوي الوطنية والشعبية التي منحت الشرعية بإصدار قانون العزل السياسي لمن أفسدوا الحياة السياسية قبل الثورة ومنعهم من الترشح للبرلمان, فلا يجوز أن يحل القضاء العادل حزبهم ويدمغه بالفساد, ويطالب الشعب بكل فئاته بحرمانهم من الحقوق السياسية لخمسة أعوام علي الأقل, ثم يصر المجلس العسكري علي السماح لهم بالقفز من جديد علي مقاعد البرلمان. وذكرت الجماعة أن هذه الانتخابات ستكون مقدمة لحالة الاستقرار التي عانينا من فقدانها منذ فترة طويلة, والتي لا تزال آثارها باقية وشاخصة فيما يحدث بين القضاة والمحامين, وبين أمناء الشرطة ووزارة الداخلية وبين أصحاب المطالب الفئوية والمؤسسات التي يعملون فيها, داعية الجميع إلي أن يتحلوا بالحكمة والصبر, وأن يسعوا إلي حل كل مشكلاتهم عن طريق الحوار والتفاهم فذلك أدعي لتوفير مناخ الحل, كما أن الحل الجذري لكل المشكلات المصرية لن يتحقق إلا باستكمال بناء مؤسسات الدولة وانتقال السلطة إلي حكومة مدنية منتخبة انتخابا حرا نزيها من الشعب كما أن حلها لاشك يحتاج إلي صبر ووقت. واعتبر الإخوان نتائج التصويت في الانتخابات التونسية, وفوز حزب حركة النهضة الإسلامي بما يزيد علي40% من أصوات الناخبين وحصول الحزب التالي له علي15% من أصواتهم دليلا علي أن الشعب التونسي الذي عاني من حملات التغريب ومحاولات طمس الهوية وفرض العلمانية عليه بالقهر والإرهاب, لا يزال متمسكا بهويته الإسلامية التي تمثل له العقيدة والحضارة والثقافة.