محطة قطار الإسكندرية كان الخبر الرئيسي لجريدةTheillustratedLondonnews الانجليزية يوم السبت23 يناير عام1858 في صفحتها الأولي. من خلال صورة لمبني المحطة الأنيق مع تعليق تقول فيه أن مبني محطة سكة حديد الإسكندرية مقام علي أحدث الطرز المعمارية الاوروبية ويقع علي بعد ميل وربع الميل من الميدان الرائع في مدخل قناة المحمودية وقصر الوالي سعيد باشا, أما المبني نفسه فمكون من بهو رئيسي يضم كل الرفاهية التي يحتاجها راكب القطار.. وأشارت الجريدة الي أن السكة الحديد قد تحولت الي هيئة بإشراف مهندس الوالي هنري روس بينما المبني نفسه من تصميم أدوين بنز الذي إختاره روبرت ستيفنسون بنفسه . أما حكاية إنشاء أول محطة للسكة الحديد في مصر فترجع الي عام1851, حينما قام عباس باشا والي مصر بتوقيع عقد انشاء أول خط للسكك الحديدية يوم12 يوليو من نفس العام مع المهندس الانجليزي روبرت ستينفسون ابن جورج ستيفنسون مخترع القاطرة البخارية وذلك لانشاء خط بين الاسكندريةوالقاهرة علي مرحلتين, بتكلفة56 ألف جنيه علي خمسة أقساط أولها مبلغ1600 جنيه وتعهد الوالي بدفع8000 جنيه كتعويض إذا تسبب في تعطيل المشروع وأن يقدم جميع العمال والأطباء والأدوية والخيام المطلوبة. وافتتحت المرحلة الأولي من المشروع عام1953 بين الاسكندرية وكفر الزيات. أما المرحلة الثانية فتم افتتاحها في يناير1856 بين الاسكندريةوالقاهرة. وكانت مصر تملك عندما أطلقت خطها الأول نحو47 قطارا تم استيرادها من انجلترا, وكان نمط انشاء السكك الحديدية انجليزيا حيث يقضي ببناء أرصفة عند مواقف القطارات ومراكز شحن وتفريغ للبضائع وان يكون مسار القطارات علي اليسار في الخطوط المزدوجة كما تم اتباع النمط الانجليزي أيضا في بناء أغلب المحطات. والحقيقة أن فكرة إنشاء السكة الحديد تعود الي عهد محمد علي باشا, حيث كان يعمل في خدمته مهندس هو( توماس جالواي) ألح عليه لانشاء خط حديدي يربط القاهرة بالسويس, ولكن إلحاحه قوبل بالرفض, لأن الباشا كان مشغولا في بناء القناطر الخيرية, وانزعج من ضخامة العمل وعدم التأكد من فائدته. وعندما جلس عباس باشا علي العرش رأت بريطانيا الفرصة مواتية, فانتزعت موافقته علي المشروع فأصدر أمرا جاء فيه: حيث إنه تقرر إنشاء سكك حديدية بين مصر والإسكندرية ومباشرة العمل فيها ابتداء من هذه السنة, فقد اقتضي فتح وإنشاء ثلاثة مكاتب, أحدها بالإسكندرية, والثاني بمصر, والثالث وسط هذا الطريق, لترتيب اللوازم الخاصة بهذا الخط وتعيين مدير ذي همة وكفاءة, لتسهيل وتشغيل مطالب المهندسين الذين حضروا من إنجلترا لنفس هذا الأمر وبعد إغتيال عباس في4581 خلفه في الحكم سعيد باشا الذي استكمل المشروع, وبذلك أصبحت الرحلة بين الإسكندريةوالقاهرة تستغرق سبع ساعات بدلا من24 ساعة. أما محطة سيدي جابر الخشبية الانيقة والمقامة علي الطراز الإنجليزي فقد شهدت استقبال سعد باشا زغلول بعد عودته من المنفي, وكذلك مر بالمحطة قطار الخديوي سعيد الذي أهدته له فرنسا عام1862, وهو القطار الذي ظل حكام مصر يستخدمونه للتنقل بين مصيفي المنتزه ورأس التين. جدير بالذكر أن المبني الخشبي القديم تم إزالته لتهالكه وشيد بدلا منه المحطة الجديدة ذات الساعة المميزة عام.1948