بحثت اللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد إمكانية إطلاق حوار وطني بين المعارضة وحكومة الرئيس بشار الأسد, وأبلغته بالمبادرة التي اتفق حولها21 وزيرا للخارجية, خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي في القاهرة, والتي تتضمن وقف اطلاق النار ووقف اعمال العنف بكل أشكاله واطلاق سراح المعتقلين. وكان المجلس الوطني قد أصدر بيانا أمس الأول, جدد فيه رفض الحوار مع النظام,داعيا إلي توفير حماية دولية للمتظاهرين والسماح بدخول مراقبين دوليين وعرب إلي سوريا. في الوقت نفسه,قالت مصادر سورية شبه رسمية إن عددا كبيرا من السوريين يوجه الدعوة علي صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلي تجمع مليوني في ساحة الأمويين رفضا للتدخل الخارجي في الشئون السورية تحت عنوان كرنفال شجرة العائلة السورية, وفي الوقت نفسه,نظم أبناء مدينة حمص اضرابا عاما احتجاجا علي تصعيد الحملة العسكرية ضد المحتجين. وقال الداعون للتجمع إن رسالة الكرنفال هي مبايعة الرئيس بشار الأسد أمام عيون زوار سوريا وحتي نري العرب من هم أشبال سوريا الأسد. وقالت المصادر شبه الرسمية إن الهدف منها هو إرسال رسائل سورية واضحة في التأكيد علي الرفض الشعبي لأي طرح عربي ربما يشكل انتهاكا للسيادة السورية. بينماأكدت المعارضة أن السلطات السورية اعتادت أن تتعاطي مع الحراك العام في الأشهر الأخيرة من خلال العزف علي أنشطة وتجمعات عامة لعل ذلك يسهم في تفكيك الأزمة أو إظهار حضور مدي اتساع قواعدها الاجتماعية والجماهيرية مقابل المطالبين بالتغيير والديمقراطية وخلق مناخ من الحريات العامة. و قد ازدانت الطرقات الرئيسة أمس وبعض الساحات بالصور واللافتات التي تؤكد علي الولاء للسلطات والقيادة السورية تحت شعار كرنفال شجرة العائلة السورية. في تلك الاثناء, نظم أبناء مدينة حمص في وسط سوريا إضرابا عاما أمس احتجاجا علي تصعيد الحملة العسكرية ضد المحتجين. وقال نشطاء سوريون ان أغلب الموظفين بقوا في بيوتهم كما أغلقت معظم المتاجر في المدينة التي يسكنها مليون نسمة والتزمت بالإضراب مناطق كبيرة في الريف حول حمص والمدن والبلدات في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد والقريبة من تركيا. وفي الوقت نفسه,ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة مدنيين في مدينة حمص قتلوا برصاص الأمن خلال مداهمات قامت بها قوات الجيش السوري هناك. ونقل راديو بي.بي.سي البريطاني امس عن شهود عيان في حمص قولهم أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار تسمع منذ فجر أمس بشكل كثيف في العديد من أحياء المدينة وسط اشتباكات عنيفة للجيش مع مسلحين ومنشقين عن الجيش. وقد نفت وزارة الصحة السورية الاتهامات التي وردت في تقرير لمنظمة العفو الدولية أمس الأول وتحدثت فيه المنظمة عن تحويل المستشفيات الحكومية السورية إلي أدوات لقمع المحتجين المطالبين بالديمقراطية.