هناك الغاز انتخابية يصعب تفسيرها, أولها هذا القدر الضعيف وغير المتوقع في عدد المرشحين عند فتح باب الترشح مما جعل مد الفترة امرا وجوبيا, وثانيها هذا التعثر في إعداد القوائم الانتخابية. رغم أنها كانت تمثل مطلبا جوهريا علي مستوي جميع الأحزاب.. وثالثها هذا الحماس لفلول الحزب الوطني المنحل بخوض المعركة رغم اهتزاز الشعبية وسقوط الأقنعة.. وفي ظل هذه الألغاز الانتخابية نتساءل هل يمكن لفلول الوطني أن يستحوذوا علي كم وفير من المقاعد ويحتلوا المركز الثاني مثلا بعد حزب الحرية والعدالة هل سيكون للفلول أن يمثلوا منافسا قويا للإخوان؟ أعتقد أن هذا أمر مستبعد.. صحيح أن الحزب المنحل يضم أقلية غير منتفعين ويسجل لهم جديتهم والتزامهم ونزاهتهم لكنهم أولا وأخيرا يمثلون أقلية تجعلنا نقطع بأن نصيب هذا الحزب المنحل من المقاعد البرلمانية سيكون محدودا للغاية ولا مجال لأي منافسة هنا مع حزب الإخوان الذي يضمن موقعه في الصدارة قبل بدء العملية الإنتخابية.. ولو قلنا لماذا إصرار الفلول علي خوض المعركة رغم سقوط الأقنعة وسوء السير والسلوك؟ هل ينخدع الناخبون مرة أخري, هل المال يكون سلاحا مؤثرا؟ لو حدث ذلك فاللوم ليس إليهم وإنما للناخب وكيف نتوقع الفوز لمرشحين اعتادوا إحتلال المقعد وإنتزاع الحصانة بالتزوير ولولاه لكانت خسارتهم مؤكدة, وهل نقول أن ترشحهم هو وسيلة لرد الإعتبار بعد أن لاحقتهم الأقاويل وحاصرتهم الشبهات؟ ثم إن الترشيح في كل الاحوال من جانب هؤلاء كان من أجل الارتزاق السياسي وجمع الثروات وهو ما لن يتكرر علي الاطلاق في البرلمان المقبل الذي سوف يضم نوابا شرفاء لا مكان بينهم للفاسدين.. وتبقي كلمة هل تعثرت القوائم بسبب الأنانية وانعدام روح الجماعة وإصرار كل مرشح علي أن يكون موقعه في المقدمة, وهل نقول إن هذا التعثر كان سببا في ضعف إقبال الترشح في بدايته.. نقول في كل الأحوال إن الفوز في تلك الانتخابات يكون لمن يستحقه ويكون جديرا به ولا مكان للمزورين والمتحايلين والمتمرسين علي أعمال البلطجة ولا عزاء لفلول الوطني. [email protected] المزيد من أعمدة شريف العبد