استقرت أخيرا ترتيبات اجراء الانتخابات البرلمانية لأول برلمان يتم انتخابه في أعقاب ثورة25 يناير من عام2011 وهي الانتخابات التي يأمل الجميع أن تحقق آمالهم وطموحاتهم لمستقبل مصر في مرحلة تاريخية مهمة ومصيرية. الا أنه تم اغفال شريحة مهمة من أبناء الوطن حيث تم اقصاؤهم دون الاعلان عن الأسباب أو الهدف من هذا الاقصاء وهي شريحة المصريين في الخارج وعندما سئل رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات عن السبب وراء هذا الاستبعاد أجاب بصورة مبهمة قائلا انه قرار سيادي وسياسي وبالطبع لم توضح هذه الاجابة الغموض الذي يحيط بعدم اعطاء المصريين في الخارج حق التصويت في الانتخابات البرلمانية الجديدة. والغريب في الأمر أنه تم عقد مؤتمر ضم الاتحادات المصرية وأهم رموز الجاليات بالخارج شاركت فيه الحكومة والأحزاب وعقد علي أرض مصر وتم فيه تكرار المطالبة بحق التصويت الذي يعد حلما يراود كل مصري يعيش خارج بلاده وتجاوبت الوعود الحكومية مع هذه المطالبات وكان هناك تفاؤل كبير باقتراب تحقيق هذا الحلم خاصة مع مناخ الثورة والاحساس بتحطيم المستحيل في العديد من المجالات ومع تدارس الاجراءات الخاصة بالانتخابات فوجيء المصريون بالخارج والذين يقترب عددهم من نحو8 ملايين مواطن برفض المطلب وتأجيل الحلم الي أجل غير مسمي في انتظار القرار السيادي الذي لا نعرف من الذي سيصدره هل هو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أم رئيس الجمهورية المنتظر وغير المحدد موعد رئاسته للبلاد بعد. واذا أخذنا في الاعتبار قرارات مؤتمر المصريين في الخارج وحماسهم في مساندة مصر اقتصاديا وبذل أقصي الجهد لدعم قضاياها الخارجية فاننا نجد أنفسنا أمام موقف لا يمكن تبريره ولم يتم الافصاح عن دواعي التأجيل أو حتي التعلل بحجج صعوبة الاجراءات وضيق الوقت أمام سفاراتنا في الخارج وهي الحجج التي طالما تعلل بها النظام القديم وتصور الكثيرون أنها انتهت معه. ومن منطلق الشفافية في توضيح الحقائق أمام الشعب فانني أجد أنه من الضروري تناول هذا الموضوع بالشرح والعمل علي مواجهة أي عقبات تحول دون تحقيقه وأن يقوم كل مواطن بممارسة حقه في التصويت خارج مصر خاصة في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي يجب أن يشارك فيها كل مصري بصوته ورأيه الحر لأنها تمثل فصلا تاريخيا فارقا في حياة الأمة المصرية وعلي الجميع أن يشارك فيه بضمير وطني وتطبيقا لحق المواطن في ابداء رأيه وفقا لمبدأ المواطنة في الدستور المصري الحالي والجديد. المزيد من أعمدة نهال شكري