تصاعدت حدة المواجهات أمس بين الجانب التركي والانفصاليين الأكراد, ففي الوقت الذي كثفت فيه القوات التركية من هجماتها علي معاقل الأكراد في شمال العراق, شن مسلحون مجهولون فجر أمس هجوما علي مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في بلدة كايا بنار التابعة لمحافظة ديار بكر بجنوب شرق البلاد, مستخدمين قنابل المولوتوف والزجاجات الحارقة. وأكدت شبكة سي إن إن الإخبارية أن الهجوم تسبب في خسائر مادية جسيمة في المبني دون سقوط قتلي أو مصابين, وفي رد فعل سريع أطلقت قوات الأمن التركية عمليات تفتيش واقتحام لعدد من منازل المشتبه بهم في محاولة لإلقاء القبض علي المتورطين في الحادث. يأتي ذلك في الوقت الذي لقي فيه جندي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون إثر اندلاع اشتباكات بين القوات التركية المرابطة في ضواحي بلدة برواري التابعة لمحافظة سيريت جنوب شرق تركيا وعناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية. وذكرت قناة إن تي في الإخبارية أن القوات التركية شنت عملية موسعة في المنطقة بدعم جوي من طائرات سكورسكي المقاتلة بهدف ملاحقة المجموعة التي اشتركت في هجوم الأسبوع الماضي. وفي سياق متصل, تشير المعلومات الواردة إلي أن30 انفصاليا لقوا مصرعهم من بينهم ثلاثة من قيادات المنظمة الانفصالية أحدهم مسئول التنظيم في مدينة هكاري, إثر قصف الطائرات الحربية إف16 على معسكر هاكورك في شمال العراق, ليصل بذلك إجمالي القتلي في صفوف الأكراد إلي53 منذ بدء العمليات الأخيرة علي صعيد آخر, نفذت مجموعتان انفصاليتان هجوما علي سيارات قوات الامن في كل من مدينتي هكاري ووان جنوب شرق تركيا وأدي الهجومان إلي وقوع أضرار مادية بالسيارات دون وقوع أضرار بشرية. وقد حولت المواجهات الدامية بين الطرفين علي مدي قرابة الأربعة أيام مدينة شيلا ديزاه شمال العراق إلي سجن, حيث منع الخوف من القصف الجوي والبري المواطنين من الخروج لأعمالهم أو حتي قضاء أي مصالح منذ بداية الاعتداءات. وفي واشنطن, أعرب الرئيس الامريكي باراك أوباما عن تعازيه لتركيا, مؤكدا تضامنه الكامل مع حليفته في حربها ضد الارهاب وحقها في الدفاع عن النفس, إلا أنه أكد علي ضرورة تعاون تركيا والعراق في مجال مكافحة الارهاب لكي لا تتحول الأراضي العراقية إلي قاعدة لانطلاق الإرهاب في المنطقة. وفي الوقت ذاته, تصل خلال الاسبوع الاول من شهر نوفمبر وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كيلنتون للمشاركة في اجتماع حول افغانستان والمقرر عقده في اسطنبول, كما سيقوم نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بزيارة للعاصمة أنقرة في مستهل شهر ديسمبر المقبل ليبحث مع المسئولين الاتراك تجديد اتفاقية الالية الثلاثية بين أنقرة وبغداد وواشطن, والتي ستنتهي نهاية العام الجاري2011 بالتزامن مع الانسحاب الامريكي من العراق. ومن برلين- مازن حسان: رفض البوندستاج الألماني إحياء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي من جديد, وصوت أعضاء البرلمان من التحالف المسيحي الليبرالي الحاكم, إضافة إلي حزب اليسار ضد الطلب المقدم من الاشتراكيين والخضر بتنشيط مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لما تمثله عضوية تركيا من أهمية استراتيجية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها الإيجابي المنتظر علي التحول الديمقراطي, غير أن لجنة الشئون الأوروبية في البرلمان الألماني رفضت تنشيط المفاوضات المتعثرة مع تركيا.