وكأن حفرة صدام حسين لم تكن كافية كرسالة شديدة اللهجة للطغاة العرب فجاءت ماسورة الصرف الصحي التي اختبأ فيها القذافي قبل مصرعه لتعيد تكرار الرسالة من جديد. وبرغم أن مضمون الرسالة واضح وضوح الشمس فإن الحكام لايتعظون. الرسالة تقول بكلمات لا تحتمل اللبس أو التأويل لهؤلاء الحكام: ياسادة.. لقد انتهي زمانكم, وآن أوان الرحيل, لأن شعوبكم سئمت منكم وملتكم بعد أن اكتوت لسنوات طويلة بنار ظلمكم واستبدادكم. الدنيا كلها تتغير في اتجاه الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة واحترام حقوق الانسان, وأنتم كما أنتم طوال السنين, تعذيب في السجون, وفساد, وتوريث, ونهب متواصل للمال العام, وتزوير للانتخابات وبطش من كل صنف ونوع من خلال أجهزة أمنكم المتوحشة التي تعددت أسماؤها لكن مضمونها واحد. ولأن التاريخ لا يتوقف عند الأغبياء فقد نسيتم ان شعوبكم تعلمت وفهمت وتواصلت مع بقية العالم المحترم, وهكذا عندما ثارت عليكم هذه الشعوب لم يستغرق الأمر سوي عدة ايام, وسقطتم كالهشيم. فهل يستفيد بقية الحكام الذين لم يدخلوا الحفرة بعد من الدرس, ويعيدون حساباتهم مع شعوبهم؟