يتعرض الإعلام المصري سواء المقروء أو المرئي لهجوم شديد منذ قيام ثورة25 يناير, وهذا ليس جديدا في ظل التنافس المستمر بين وسائل الإعلام الناشئة حديثا ومحاولاتها الدائمة والمستمرة لمنافسة الإعلام المصري صاحب الريادة الإعلامية إلا أن الهجوم اشتد مؤخرا عقب أحداث ماسبيرو وخاصة ضد التليفزيون المصري بعد أن اتهمه البعض بالتحريض ضد الإخوة الأقباط. والواقع أن أصحاب هذا الاتهام فقدوا المصداقية منذ اللحظة الأولي لأنهم لم يقيموا الأداء بشكل عام والذي لا ينكر أحد أن التليفزيون كان أمينا في نقل الأحداث لحظة بلحظة والخطأ الوحيد الذي حدث كان في خلط الرأي بالخبر, وهذا خطأ مهني وقعت فيه إحدي المذيعات وقام علي أثره رئيس قطاع الأخبار بتحويلها للتحقيق, كما أن وزير الإعلام قام بتشكيل لجنة محايدة من خبراء الإعلام أشارت في تقريرها الي بعض الأخطاء التي لا يصح أن يقع فيها التليفزيون المصري صاحب الريادة الإعلامية, ولكنها لم تذكر أن هناك أي تحريض تم ضد الإخوة الأقباط, واعتقد أن هذا التقرير المهني كان يجب أن يوضح السبب الحقيقي وراء الهجوم المستمر علي الاعلام المصري, والذي يقف وراءه أصحاب القنوات والبرامج الخاصة سواء في مصر أو الدول العربية المحيطة بعد أن استشعرت الخطر من استعادة التليفزيون المصري لقوته والتفاف الشعب المصري حوله, وهنا مكمن الخطر الحقيقي لأن الاعلانات بدأت تعود تدريجيا للتليفزيون وهو الممول الرئيسي لهذه القنوات, وبالتالي فإن فقده يؤثر علي استمرارها, وللأسف يشاركها في حربها علي الإعلام المصري بعض المثقفين المصريين من أجل بعض المكاسب المعنوية والمادية. وما ينطبق علي الإعلام المرئي ينسحب علي الإعلام المقروء بعد أن استشعر أصحاب الصحف الخاصة نفس الخطر علي استمرارها من استعادة الصحف الكبري لقوتها بعد أن تخلصت من القيود التي كانت مفروضة عليها في ظل النظام السابق, وعادت للاهتمام بالمهنية في تغطية مايهم المواطن المصري فعاد القارئ اليها ومعه عادت الاعلانات التي تمثل أيضا الممول الرئيسي للصحف الخاصة التي لا تملك أي موارد أخري في ظل تنافسها مع الصحف الكبري خاصة التي لديها العديد من الاستثمارات التي تجعلها تستمر في المنافسة بقوة. المزيد من مقالات ممدوح شعبان