أثيرت في بريد الأهرام حكاية ارتداء الجلابية واعتراض البعض عليها,, واطلق احدهم دعوته لارتداء الزي العالمي الموحد: البدل والفساتين. وهكذا دوما الحال بين أصحاب الحضارات المغلوبة حتي ان ابن خلدون جعل في مقدمته فصلا بعنوان: المغلوب مولع ابدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائدة. وفي الزمن السالف في عصر التفوق المبهر للحضارة الإسلامية بالاندلس كان من سموا بالمستعربين من غير المسلمين يقلدون المسلمين في زيهم ونمط حياتهم, بل وحتي في الكلام باللغة العربية, حتي برز بين غير المسلمين في الاندلس شعراء مجيدون يقرضون الشعر باللغة العربية مثل الوزيرين اليهوديين حسداي بن يوسف وإبراهيم بن سهل, بل لقد ذكر المؤرخ زلبرتو القرطبي إقبال اخوانه علي تعلم العربية حتي لم يعد بعضهم قادرا علي الكتابة باللاتينية!. وأقول للقارئ ان بلادا مثل ماليزيا والهند لاتزال تتمسك بزيها القومي علي المستويين الشعبي والرسمي بلا تعارض مع تقدمها المبهر, بل ان الكثيرين من افراد طائفة السيخ لايتخلون عن عماماتهم ولحاهم حتي خلال عملهم في شرطة لندن, كما نري ذلك التمسك بالزي القومي في بلاد مثل السودان والمغرب ونيجيريا والجنوب الامريكي وفي بلاد وسطآسيا بل وداخل مصر بين البدو والنوبيين. وارتداء الجلابية زينا الشعبي المصري الجميل هو امر له العديد من الفوائد الملحوظة, فهي لاتحتاج معها الي كرافتات مثلا, ولايلزم معها ارتداء الجوارب او الاحذية حيث يمكن استبدالها بالصنادل وغيرها, كما ان تفصيل الجلابية اسهل وارخص من تفصيل البدلة, وارتداءها سهل وهي بلاشك وسيلة ناجعة لمقاومة الجو الحار, وعليه فأنا اطلق دعوي مناوئة وهي ترك الازياء العالمية الموحدة والعودة الي الخصوصية في الزي. م. سيد عبدالمطلب علي مدينة نصر القاهرة