أصدر برنامج الأممالمتحدة المشترك للإيدز.. دراسة مؤخرا على أوضاع النساء والفتيات، وفيروس نقص المناعة البشري في مصر والمنطقة العربية، حيث يقدر برنامج الأممالمتحدة، متوسط عدد النساء اللاتي يتعايشن مع فيروس نقص المناعة البشرى في مصر بحوالي 2 600 سيدة فوق سن 15. و يعمل برنامج الأممالمتحدة المشترك للإيدز من أجل رفع مستوى الاستجابة لمرض الإيدز، على بناء العمل السياسي وتعزيز حقوق جميع الناس من أجل تحقيق نتائج أفضل في مجال الصحة والتنمية على مستوى العالم. وأوضح البرنامج أن فيروس نقص المناعة البشرى هو السبب الرئيسي للوفاة والمرض بين النساء في سن الإنجاب (15-49 عاما) على مستوى العالم.. وتشكل النساء 50 ? من الأشخاص الذين يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرى على مستوى العالم. كما كشف التقرير أن 60%من الإصابات الجديدة في المنطقة العربية تحدث بين السيدات، و 80% من السيدات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرى فى مصر، أصيبوا عن طريق أزواجهن. وكشفت الدراسة أيضا، أن العنف ضد النساء والفتيات هو عامل أساسي في انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرى.. إذ يتعرض ما يصل إلى 70 ? من النساء للعنف خلال حياتهن.. تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى بين النساء اللاتي تعرضن للعنف قد يرتفع إلى ما يصل إلى ثلاثة أمثاله بين النساء اللاتي لم يتعرضن للعنف. و النساء في مصر، نظرا لخوفهن من التعرض للعنف أو الوصم أو الاضطهاد، هن أقل ميلا للتفاوض من أجل حماية أنفسهن مثل ممارسة الجنس الآمن (استعمال الواقي الذكري)، والذهاب لاختبار فيروس نقص المناعة البشرى، والحديث عن إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشرى، والحصول على العلاج. الجدير بالذكر، أن بيولوجيا، تعد المرأة أكثر عرضة للإصابة من الرجل بفيروس نقص المناعة البشرى نتيجة مساحة الجهاز التناسلي و نتيجة تعرضها لأمراض تناسلية أكثر من الرجل مما يسهل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى إذا تعرضت له.. بالإضافة إلى الزواج المبكر وممارسة الجنس في سن صغير يزيد من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرى ومخاطر صحية. وأشار التقرير إلى عامل الموروثات وانتشار الأعراف السائدة، و المعايير الاجتماعية، التي تحرم المرأة المعرفة اللازمة خاصة بالصحة الجنسية، كما تمنعهن من اتخاذ القرار بشأن حماية أنفسهن.. و تواجه النساء عقبات في الحصول على خدمات الوقاية، والعلاج، والرعاية الصحية لفيروس نقص المناعة البشرى بسبب تأثيرهم المحدود على عملية اتخاذ القرارات، وعدم سيطرتهن على الموارد المالية، وتقييد حركتهن، ومسئوليات رعاية الطفل الملقاة على عاتقهن. ويتضاعف مستوى تعرض النساء للإصابة بالعدوى بسبب ارتفاع نسبة الأمية بين النساء وحصولها المحدود على الفرص الاقتصادية، والحكم الذاتي.. ففي مصر، تصل نسبة الأمية بين النساء إلى 38%. وأوضحت الدراسة أن نقص الوعي في مصر لدى الغالبية العظمى من السيدات والفتيات عن الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس وطرق الوقاية، تعد العامل الأساسي للخطورة.. إذ أن 7.1% فقط من النساء بين سن 15-59 لديهن معرفة دقيقة وشاملة عن الإيدز، كما تقل هذه النسبة إلى 4.8% فقط في السن 15-24 عاما. وأيضاً تشير الدراسات إلى انخفاض في معدل استخدام الواقي الذكري بين النساء المتزوجات اللائي يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة من 2.9? في عام 1995 إلى 2? بحلول عام 2008 . وتشير الدراسة إلى أهمية دور الإعلام والفنانين والرسائل الرئيسية التوعوية لوسائل الإعلام.. حيث أن لديهم القدرة على التوجيه للحد من أثر الإيدز والعدوى بفيروسه على الأفراد والمجتمعات... وتقع على وسائل الإعلام مسئولية ضمان تغطية مواضيع الإيدز والعدوى بفيروسه، مثلها مثل أية مسألة أخرى، بشفافية ونزاهة واتزان ودقة. وهناك أمثلة لأفلام ومسلسلات أدت إلى تشويه في المعلومات وزيادة الوصمة والتمييز.. لذا يجب على وسائل الإعلام، أن تكون أداة حافزة قوية.. وبإمكان الفنانون ووسائل الإعلام تحريك الرأي العام و دعوة الحكومات والمنظمات غير الحكومية لاتخاذ تدابير من أجل الوقاية من الإيدز والعدوى بفيروسه والتصدي لهما.