في الوقت الذي يوجد فيه في المنطقة مسئولان أمريكيان كبيران هما: جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي, وجورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط, تمهيدا لإجراء مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. فإن إسرائيل أقدمت علي إجراءين من شأنهما إثارة الشكوك في جدية مساعيها لإحياء عملية السلام. أولهما: ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن تقريرا سريا لوزارة الخارجية الإسرائيلية يشكك في تصميم الولاياتالمتحدة علي تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين, علي الرغم من جهود المبعوث الأمريكي, وأوضح التقرير السري أن الإدارة الأمريكية لن تركز علي هذا الملف, لأنها ستكون مشغولة بقضايا داخلية ملحة هي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلي أن نسخا من هذا التقرير قد تم توزيعها علي سفراء إسرائيل في جميع أنحاء العالم. ثانيهما: أن وزير البيئة الإسرائيلية أصدر أمس قرارا ببناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة. ومما لا شك فيه أن مثل هذا القرار يستهدف توجيه رسالة مفادها أن إسرائيل ستواصل توسيع المستوطنات, وتنفيذ مخطط تهويد القدس, بغض النظر عن مساعي أمريكا لتحريك عملية السلام. والسؤال المهم الآن: لماذا تعمدت إسرائيل اتخاذ هذين الإجراءين في الوقت الذي بدأت فيه أمريكا تحركا دبلوماسيا يستهدف إجراء مباحثات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ إن الإجابة قد تكون واضحة تماما.. وتتلخص في استهداف اصطناع أجواء غير مواتية للمباحثات غير المباشرة مع الفلسطينيين.