استبعد وزير المالية الألماني فولف جانج شويبله أمس إمكانية تقديم بلاده أي مساعدات إضافية لدعم صندوق إنقاذ الإفلاس الأوروبي, وذلك عقب إقرار البرلمان الألماني لمبلغ211 مليار يورو من المساعدات. وأوضح شويبله- في تصريحات لمجلة سوبر إيلو الألمانية أن سقف الصندوق لا يتجاوز440 مليار يورو, من بينهم211 مليارا تقدمها ألمانيا, وشدد علي أن ألمانيا قد أوفت بنصيبها من الاتفاق, وليس لديها أدني استعداد لتقديم المزيد. يأتي ذلك في الوقت الذي تلقت فيه ألمانيا وسياسات مستشارتها أنجيلا ميركل انتقادات من جانب أوستان جولبي كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشئون الاقتصادية سابقا بسبب أسلوب تعامل برلين مع أزمة الديون الأوروبية, حيث اتهم ألمانيا وأوروبا بصفة عامة بالتباطؤ كثيرا في التصدي لهذه الأزمة, محذرا من أنه إذا لم تتحرك اوروبا وبرلين بشكل خاص تحركا سريعا للسيطرة علي قطاع البنوكلخرجت الأزمة عن السيطرة ولتسبب ذلك في فوضي عالمية. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أكد في وقت سابق أن دعم اليونان واجب أخلاقي واقتصادي بالنسبة للاتحاد الأوروبي, وأعاد التذكير بنتائج انهيار بنك ليمان برانرز علي الاقتصاد العالمي. وقال الرئيس الفرنسي بعد لقائه مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في باريس أمس الأول أن فشل اليونان يعني فشل أوروبا, واستخدم ساركوزي كلمة تضامن عدة مرات في حديثه, كما أعلن عن لقاء جديد هذا الأسبوع مع المستشارة الألمانية لتحديد طرق ووسائط التكامل الإداري لأوروبا والمحافظة علي عملتها الموحدة, كما تم الإعلان فيما بعد عن عقد قمة أوروبية يوم18 أكتوبر الجاري. وفي أثينا, تواصلت أمس اجتماعات وزير المالية اليوناني إيفانجيلوس فينزيلوس ووزير التنمية الإدارية ديميتريس ريباس مع خبراء لجنة الترويكا لمناقشة قطاع العمل وموضوع احتياطي موظفي الدولة, وذلك لعرضه علي مجلس الوزراء اليوم- الأحد- برئاسة باباندريو, في إطار جهود تنفيذ خطة التقشف الحكومية اللازمة للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة. وكانت المناقشات قد جرت أمس الأول- الجمعة- قد تركزت علي موضوع قائمة الأجور الموحدة الجديدة وعمليات الاستقطاعات. في غضون ذلك, نظم حوالي500 شخص من متقاعدي القوات المسلحة اليونانية تجمعا احتجاجيا أمام مبني وزارة الدفاع في منطقة بسيشيكو بالقرب من وسط أثينا احتجاجا علي الاستقطاعات التي أقرتها الحكومة في معاشاتهم التقاعدية تنفيذا للاتفاق مع الدول المانحة والدائنة, وهتف المحتجون ضد الإجراءات الاقتصادية التي قالوا إنها ستقودهم إلي الفقر.