د. مصطفي فهمي : مع عرض أفلام عيد الفطر التي جاءت عكس التوقعات في الإقبال الجماهيري أصاب الكثيرون بدهشة كبيرة من حيث الإيرادات الترموتر الحقيقي لذوق الجمهور الذي جعل سعد الصغير يفوق محمد سعد نجومية في فيلمه شارع الهرم ليهوي نجم محمد سعد ويبزغ نجم الصغير في عالم النجوم الكبار بإيراداته التي فاقت إيرادات كبار المخرجين في تاريخ السينما المصرية! فكان التساؤل لماذا جاء الوعي الجماهيري بالتذوق الفني مغايرا لما ظهر من هذا الجمهور خاصة الشباب في ميدان التحرير وأشاد به العالم؟ السؤال الأخر ما هي المقومات المتحكمة في ذوق الجمهور؟ أخيرا من المتحكم في تولي دفة ترقي هذا الذوق ؟ وما هي إستفادته مما يحدث من عرض هذا الإبتذال السينمائي ؟ الناقد مصطفي درويش يشرح أسباب ما حدث قائلا.. من الصعب التغيير خلال002 يوم, لانه يحتاج عشرات السنين.. إضافة أن هؤلاء النجوم محبوبون جماهيريا خاصة سعد الصغير ودينا فالأول بأغانيه الهابطة والثانية برقصاتها الملتهبة المثيرة للشباب.. وهذا مايريده الجمهور في الوقت الحالي الغناء والرقص والضحك وهذا ما تحقق في فيلم الصغير وجعل نجم محمد سعد يهوي نتيجة غلوه في التمثيل والإسراف والخروج عن كل تقاليد الكوميديا. وأضاف درويش.. لكن هذا لا ينفي أن الفيلمين ضمن قائمة الإبتذال, وأن للرقابة دورا معدوما في التعامل مع هذه النوعية من الأفلام.. فهي تعاملت مع المثل القائل الباب اللي يجي لك منه الريح سده واستريح ومن ثم عاد المنتجون للعب علي وتيرة الجمهور عاوز كده. وإذا كان هذا رأي النقد.. فماذا كان رأي صناع السينما عن هذه الحالة؟ السيناريست محمود أبوزيد وضح قائلا.. هذه النوعية نوع من الفوضي السينمائية التي لا تجذب سوي الأميين, لذلك ما يحدث لا يدخل ضمن كلمة فن فهو إضحاك بدون سبب أو هدف.. وأضاف قائلا: الوعي الجماهيري أصبح منجذبا لهذه النوعية بسبب أن هناك فئة ليست بقليلة من صناع السينما جعلت الجمهور مدمنا لهذه النوعية حتي نسي طعم الحلو. وقال أبوزيد أن سبب إنتشار هؤلاء الصناع هو الرئيس السابق عندما قال عايزين الكيانات الكبيرة في الإنتاج وأن لا يقل رأسمال الشركة عن002 مليون جنيه فظهرت الشركات الباحثة عن الربح وتعاملت مع السينما علي أنها سلعة تجارية وليست سلعة ثقافية لها رسالة لابد من وصولها للناس.. وبالتالي قضي علي المنتج الفنان بكيانه الصغير الذي يعبر من خلاله عن الواقع. لكن المخرج علي عبد الخالق قال: ما يحدث الآن أمر طبيعي جدا لأنه بعد الثورات والحروب والأحداث الضخمة للدول تحدث حالة من الأنحطاط لذوق الشعوب نتيجة تشبع هذا الشعب بالحدث المعايش وإنغماسه في تفاصيله طوال الوقت مما يجعله يعيش حالة من القلق والتوتر طوال الوقت.. وهذا ما حدث ويحدث المصريين الآن منذ52 يناير وحتي وقتنا هذا.. لذلك لا أعتبر هذه الحالة معبرة عن ذوق الجمهور المرهق نفسيا وفكريا ومن ثم يريد التسلية بأي شكل.. وهذا ما تحقق له في فيلم شارع الهرملتوفر ثلاثة مقومات مهمة له كمتفرج: الضحك والغناء والرقص, لذا هذا الوضع لا يستدعي الدهشة لان له فترته التي يعقبها تغير لابد أن يحدث مع وجود مقومات الدولة من رئيس ومجلسي شعب وشوري.. فمع انتظام الكيان ينتظم كل شئ والفن أحداها. أما المخرج الشاب أحمد رشوان فقال عدد من الصناع يلأون للربح السريع, وهؤلاء الصناع لم يتغيروا.. إذن لا يصح أن نلوم الجمهور لأنه يشاهد ما أمامه ويقدم له. واضاف لكن ما يجب علينا فعله كسينمائيين والقائمين علي العملية الأبداعية هو تقديم أفلام مختلفة تبدأ في تعريف الجمهور أشكالا جديدة تشكل وعيه ويجب أن يكون هدفنا ذلك كمبدعين. واشار رشوان لذلك يجب تفعيل مسابقة وزارة الثقافة للافلام بصورة حقيقية بعد إعادة النظر في بنودها مرة أخري, وضرورة عودة المنتج الفنان, لأن دور الفنانين الآن أهم من قبل الثورة, وعلي السينما المستقلة الظهور بقوة لأن الوقت الراهن وقتها.