أثناء أحداث الثورة بدء من يومها الأول خرجت الكثير من الشعارات التي مست شغاف القلوب مثل الروح بالدم نفديك يا وطن, يا أهالينا أنضموا لينا الشعب يريد إسقاط الرئيس, ومنها ماهو متسم بالشكل الكوميدي الذي هو من صفات الشعب المصري علي غرار أرحل.. أنا زهقت, أرحل.. أنا عريس جديد ونفسي أشوف عروستي, وغيرها من الهتافات. وظهرت في ميدان التحرير العديد من وسائل التعبير, كاللافتات المطبوعة مدعومة بالصورة والرسوم علي الاسفلت والجداريات الفنية مصحوبة بالشعارات. وبعد أن حقق الشعب مآربه من خلع للنظام وبداية إقرار حياة ديمقراطية فوجئت في أثناء رحلة ذهابي للعمل أن أعمدة كوبري15 مايو تجاه بولاق أبو العلا صارت كصفحات مفتوحة لابداء الرأي بعد رحيل النظام, ومثل هذا الأسلوب الخارج عن الآداب نلفظه جميعا لأن الثورة لا تعني الخوض في سمعة إنسان وإنما قد هبت رياح الثورة لتضرب الفساد في كل أشكاله. وتتوالي الرحلات اليومية حتي مللت من قراءة السباب إلي أن ظهرت شخصية مصرية لا أعلم إن كانت حقيقية أم اعتبارية متخذا لنفسه لقب أبو هدي يعبر عما يجيش في نفسه بمنتهي البراءة والبساطة وخفة الدم المصرية. فأتخذ أبو هدي لنفسه من نصف الأعمدةالعلوي صفحات يعبر فيها عن رأيه بكلمات عفوية. احتوت كتابات أبو هدي علي كثير من المطالب بدء من ممنوع نزول التوك توك هذه العاصمة مرور بشعار مسلم ومسيحي يد واحدة وكأن الأعمدة لم تكف أبو هدي فأتجه لحائط وزارة الخارجية ليعلن عن أرائه السياسية وخصوصا في إحدي شركات المحمول التي يعلن اسمها وانها تدعم إسرائيل بأبراجها. هذه كانت عفوية محمودة من الشعب المصري الأصيل ولكن الممجوج فيها يا أخ أبو هدي إنك كما تطالب بعدم نزول التوك توك لأنه يشوه القاهرة فكتاباتك العفوية بالطلاء الأسود تشوه القاهرة أيضا.