أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية في كلمة مصر أمام الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أن مصر اليوم تشهد عصرا جديدا وترتدي ثوبا جديدا بعد ثورة25 يناير وأنها تنتقل من عصر حانت نهايته الي عصر آخر تبزغ ملامحه ومرحلة جديدة يستبشر بها خيرا المصريون جميعا. وقال وزير الخارجية إن جماهير الشعب المصري خرجت في25 يناير مطالبة بالإصلاح الديمقراطي وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعية, وأعانها علي ذلك تفهم ودعم القوات المسلحة المصرية التي تعد بحق مضرب المثل في الوطنية الحقة والانصهار مع جماهير الوطن. وقال وزير الخارجية إن مصر تمضي بكل تصميم لإتمام المرحلة الانتقالية التي جاءت نتيجة للتحول الهائل الذي حدث, حيث نشهد طيلة الأشهر الماضية ومنذ قيام الثورة حراكا واسعا ونقاشات مجتمعية هامة تشارك فيها كل الأطياف حول كافة قضايا الوطن. مصر ورئاسة عدم الانحياز صورة ارشيفية للجمعية العامة للامم المتحدة وتحدث وزير الخارجية عن إسهامات مصر في التجمعات الدولية, فقال إن مصر تتولي رئاسة حركة عدم الانحياز منذ يوليو2009, وقد جددت الحركة دعمها لمسيرة النضال التاريخي للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة ودعمت الحركة جهود إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وانضمامها كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة. ودعا بيان مصر الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلي القيام بذلك دعما لمساعي تحقيق حل عادل ودائم وشامل للنزاع في الشرق الأوسط علي أساس حل الدولتين, وأوضح أن حركة عدم الانحياز تري أن هناك ضرورة ملحة لتحقيق إصلاح شامل وجوهري للأمم المتحدة بما يجعلها أكثر قدرة علي التعامل بإيجابية مع التحديات العالمية والاستجابة لطموحات الشعوب, وإن مثل هذا الإصلاح لن يتحقق إلا بإصلاح مجلس الأمن وجعله أكثر تمثيلا وشفافية وتعبيرا عن ديمقراطية العمل الدولي. دعم الدولة الفلسطينية وقال وزير الخارجية إن قضية الشعب الفلسطيني العادلة لا تزال بعد عقدين كاملين من التفاوض العقيم دون التسوية المنشودة, والشعب الفلسطيني لا يزال محروما حتي يومنا هذا من نيل حقوقه الأساسية المشروعة, وفي مقدمتها حقه في الاستقلال والحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية علي أساس حدود1967, تلك الدولة التي قدم الرئيس الفلسطيني أمس الأول طلب عضويتها إلي الأممالمتحدة بعد أن تعثرت مساعي التسوية الجادة والعادلة وانسدت في وجهه سبل تحقيق أي تقدم ذي مغزي في العملية التفاوضية التي يصر الطرف الآخر علي أن تظل مفتوحة الأمد, وقد شهدنا بالأمس تجسيدا لعجز أطراف الرباعية الدولية عن بلورة رؤية متوازنة لتحقيق الهدف الذي يعلمه ويقر به الجميع ولكن يختلفون علي سبل التوصل اليه وقد بات أمرا عبثيا تماما استمرار الحديث عن عملية للسلام في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل بكل ارتياح ودون التفات لاعتراضات دول العالم استيطانها لأراضي الضفة الغربية وتغييرها لمعالم القدسالشرقيةالمحتلة واستخدامها للعنف ضد المدنيين وحصارها لغزة في انتهاك لأحكام القانون الدولي. جنوب السودان وسوريا والخليج العربي كما رحبت مصر بوجود جمهورية جنوب السودان كدولة عضو في الأممالمتحدة وقالت إنها تتطلع لأن يكون لهذه الدولة الوليدة دورها الملموس في الاستقرار الإقليمي وأن تتقدم بخطي ثابتة علي طريق النمو وبناء مؤسساتها. علي صعيد آخر, وجه البيان تحية لثورة تونس الشقيقة التي عجلت بقدوم الربيع العربي وأعرب عن تضامن مصر مع الشعب الليبي واستعداد مصر لتقديم أي دعم ممكن له للمساعدة في إعادة بناء الدولة وتجاوز المرحلة الدقيقة المقبلة, وقال البيان إن أبناء شعب مصر يتابعون بانزعاج كبير ما تشهده سوريا من تطورات خطيرة وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح ومعاناة الأشقاء هناك.وأشار بيان مصر الي منطقة الخليج العربي وما يمثله أمنها واستقرار دولها العربية الشقيقة من أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لمصر وأولوية متقدمة علي سلم أولويات واهتمامات سياسة مصر الخارجية, وأكد البيان أن عين مصر ستظل دائما علي تحقيق الاستقرار لهذه المنطقة الحيوية من العالم. قضايا نزع السلاح وحول قضايا نزع السلاح, قال البيان إن نزع السلاح ومنع الانتشار النووي موضع اهتمام رئيسي لمصر وستواصل بالتعاون مع الشركاء الدوليين, الدفع نحو اضطلاع الدول النووية بمسئولياتها المنصوص عليها في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وشدد البيان علي أن مصر تولي اهتماما كبيرا بتنفيذ خطط العمل الأربع المعتمدة من مؤتمر مراجعة2010 وخاصة خطة عمل الشرق الأوسط, والتي أقرت عقد مؤتمر خاص بمنطقة الشرق الأوسط في العام القادم. وعبرت مصر وفي الحقيقة عن شعورها بالقلق إزاء استمرار عدم تعيين منسق أو تحديد دولة مضيفة للمؤتمر حتي الآن ورغم مرور أكثر من ستة عشر شهرا علي انتهاء المؤتمر.