قتلت القوات السورية اثنين علي الأقل من المحتجين حين أطلقت الذخيرة الحية لتفريق احتجاجات تدعو للديمقراطية اندلعت في أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة أمس تحت شعار جمعة توحيد المعارضة. ونقل نشطاء عن تقارير وردت إليهم من الشارع أن القتيلين سقطا في محافظة حمص التي شهدت بعضا من اكبر الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد حيث انتشر الجنود والدبابات في عاصمة المحافظة وفي ريفها.وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن أحد المحتجين الاثنين قتل في مدينة تلبيسه عندما فتحت القوات السورية النار علي مسيرة احتجاجا علي استمرار النظام السوري برئاسة بشار الاسد في حين قتل المحتج الثاني وأصيب آخرون في قرية الزعفرانة. وقال النشطاء إن المحتجين تعرضوا لإطلاق نيران في منطقة دير الزور القبلية علي الحدود مع العراق وفي مدينة حماة وعدة ضواح بالعاصمة دمشق. وأعلن ناشطون سوريون أن قوات الامن قامت بإطلاق الرصاص علي مظاهرة من مسجدي زيد وفاطمة الزهراء بمدينة حماة, ذكرت ذلك قناة الجزيرة الفضائية أمس. كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جهاز المخابرات في مدينة حمص أفرج عن المعارض البارز محمد صالح بعد اعتقاله لعدة ساعات. ونقل راديو( سوا) الأمريكي عن المرصد السوري قوله إن التحقيقات مع صالح دارت حول مقابلته مع الوفد الروسي الذي زار دمشق مؤخرا. يذكر أن وفد المجلس الاتحادي الروسي( البرلمان) الذي زار سوريا مؤخرا قد أعرب عن استعداد بلاده لاستضافة أي حوار يمكن أن يؤدي إلي نتيجة إيجابية وإنهاء الحالة المأساوية والصعبة التي تعيشها سوريا, وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, مما أسفر حتي الآن عن سقوط مئات القتلي والجرحي بين المدنيين وقوات الأمن, وكان النشطاء السوريون قد دعوا الي خروج تظاهرات حاشدة في كافة المدن السورية للتأكيد علي وحدة صف المعارضة في وجه حكومة الرئيس بشار الأسد. وأطلق النشطاء علي لمظاهرات جمعة توحيد المعارضة عبر صفحة الثورة السورية2011 علي موقع فيسبوك الإلكتروني للتواصل الاجتماعي, كما أعرب النشطاء عن دعمهم للمجلس الوطني السوري المعارض الذي أعلن عن تشكيله في أغسطس الماضي, وقال نشطاء سوريون في بيروت لوكالة الأنباء الألمانية إن المعارضة السورية تنظم صفوفها لمواجهة هذا النظام المجرم, و قالت جماعة حقوقية أمس إن شابة سورية عثرت أسرتها علي جثتها الممثل بها في مشرحة بالصدفة حين كانت هناك للتعرف علي جثة أخيها ربما تكون اول أنثي تموت أثناء الاحتجاز خلال الاضطرابات الأخيرة. وقالت منظمة العفو الدولية إن زينب الحسني(18 عاما) من مدينة حمص قطع رأسها وذراعاها وسلخ جلدها. وأضافت أن رجالا يشتبه أنهم ينتمون لقوات الأمن خطفوها في يوليو في محاولة فيما يبدو لممارسة ضغط علي أخيها الناشط محمد ديب الحسني لتسليم نفسه, وتوفي الاثنان ليرتفع عدد من تلقت منظمة العفو الدولية تقارير بوفاتهم أثناء الاحتجاز الي103 حالات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا في مارس العام الحالي ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال فيليب لوثر نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا في بيان اذا تأكد أن زينب كانت قيد الاحتجاز حين توفيت فإن هذه ستكون احدي اكثر حالات الوفاة خلال الاحتجاز التي شهدناها حتي الآن إثارة للقلق. وكان محمد(27 عاما) ينظم احتجاجات في حمص والتي كانت مركزا للمظاهرات المطالبة بالإصلاح السياسي, واستدعت قوات الأمن والدة محمد هذا الشهر لاستلام جثته من مستشفي عسكري بعد ثلاثة ايام من اعتقاله, وظهرت علي جثته آثار تعذيب منها كدمات علي ظهره وحروق بالسجائر. وقالت المنظمة إنه أصيب بالرصاص في ذراعه اليمني وساقه اليمني وبثلاثة أعيرة نارية في الصدر, وعثرت والدته بالصدفة علي جثة زينب الممثل بها في نفس المستشفي.