تجرأت وقلت ما أعتقد أنه الحقيقة في برنامج تليفزيوني علي الهواء مباشرة فانهالت المكالمات التليفونية تهاجم بقوة وعنف دون محاولة لفهم الرسالة المقصودة. قلت أن المدرسين لهم مطالب عادلة, ولكنهم ليسوا وحدهم الفئة المظلومة في المجتمع ويجب علي الحكومة أن تقدم رؤية واضحة المعالم لتحسين أوضاع موظفي الدولة خلال مدة زمنية معقولة, ولكن علي الجميع إدراك أنه لاتوجد عصا سحرية لزيادة الدخول للجميع خلال أيام وإلا ستكون كارثة علي اقتصاد البلاد. وأوضحت أن زيادة المرتبات دون زيادة الإنتاج يعني أن الحكومة ستقوم بطبع كميات هائلة من النقود ستؤدي إلي ارتفاع الأسعار وهو ما يعني أن زيادة المرتبات ستكون شكلية ولن تؤدي لرفع مستوي معيشة الموظفين بشكل حقيقي. ولكن هذه الرؤية لم تعجب المدرسين وتصاعدت حدة الحوار من جانبهم متهمين كل من يخالف رؤيتهم بضرورة زيادة مرتباتهم فورا, ومنهم العبد لله بالطبع, بأنه لا يقدر معاناتهم ولا يهتم بشئون مربي الأجيال الصاعدة. أدركت الحقيقة بعد انتهاء البرنامج وهي أن حكومتنا لازالت تتعامل مع أفراد الشعب باعتبارهم( رعايا) ينفذون قرارات الحكومة وليسوا( مواطنين) يشاركون في القرار ويتحملون المسئولية بناء علي فهم لحقيقة الظروف التي تمر بها البلاد حاليا. الشعب يظن أن الثورة فرصة لتحقيق جميع المطالب ورفع الظلم خلال ساعات, ولا يعلم معني التضخم, ولم يخبره أحد أن مصر تسعي حاليا للحصول علي5 مليارات دولار(30 مليار جنية مصري) من دول الخليج لسد العجز في الموازنه. والشعب لا يدرك أن الاستجابة لمطالب فئة, هو في حقيقة الأمر دعوة لفئات أخري للمطالبة بزيادات مماثلة, وأن هناك جهات خارجية وداخلية تسعي لزعزعة الاستقرار في مصر وأن الاضرابات وسيلة ناجعة في هذا الإطار.... ومن الطبيعي أن يثور من لا يعرف حقيقة الأمور ولا يدرك مخاطر ما يقوم به. عزيزي الدكتور عصام شرف.. لابد من المصارحة وكشف الحقائق وتوضيحها وشرح المخاطر قبل مطالبة فئات الشعب بالامتثال لقرارات الحكومة. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله