قرأت رسالة عفوا.. زوجي فنان التي تشكو فيها كاتبتها من ان زوجها لايريد ان يعمل في مهنة عادية مثل كل الناس وانها تخجل منه عندما تقول للآخرين ان زوجها فنان تشكيلي وانني القي عليها وعلي المجتمع باللوم. بسبب النظر لفن الرسم علي انه فن لايضيف شيئا الي المجتمع, فالرسم والنحت يصنفان في مصر للاسف علي انهما احد مظاهر الترف والترفيه, ونظرات المجتمع حول الفنان والرسام اصبحت نظرة سخرية ولا دونية وارجو ان تسمح لي كفنان ورسام طاف العالم ويحب فنه كثيرا ان اوضح بعض النقاط المهمة فيما يلي: كل الحضارات اعتمدت علي الفنون, حتي حضارة الفراعنة التي هي محل إنبهار العالم اجمع اعتمدت علي الفنون والرسوم والنقوش, ووصلت حضارتهم لنا عبر الفنون والرسوم. من صفات الله عز وجل في جميع الكتب السماوية صفة المصور والمبدع, والغرب يعتبر الابداع منحة آلهية إلي البشرية. في جميع دول الاتحاد الأوروبي, وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية يقومون بتدريس مادة اجبارية للاطفال منذ الحضانة وهي مادة المتاحف, حيث يقوم الأطفال في عطلة نهاية الأسبوع بزيارة متاحف الرسومات تحديدا في سنواتهم الأولي حتي يكونوا لأنفسهم ذوقا عاما في مظاهر حياتهم وملابسهم من جهة, وحتي يعوا تماما فائدة الفن في الحياة, وهم يعتبرون الرسم احدي الوسائل التي يستطيع الطفل أن يعبر بها عن نفسه وابداعه كما أنه وسيلة من وسائل تفريغ طاقاتهم في شيء مفيد. للأسف هناك فجوة في مصر بين الفن والمجتمع بسبب عوامل كثيرة منها الأفلام والمسلسلات التي دائما ما تقوم بتصوير الفنان علي انه مختل عقليا مما يصيبه بالأحباط ويعطي انطباعا للعامة بانه مختل فعلا. واخيرا اقول لها: احمدي الله علي ان زوجك فنان, وافتخري بذلك, ودعي ابنتكما تفخر به, ولاتعلميها ما تصورته من ان الفنان رجل غير مكتمل الرجولة, فهي عادة خاطئة تربيت عليها, فأي شخص يمكن ان يكون طبيبا او مهندسا بمجرد الدراسة, أما الفنان فالله يمنحه الموهبة ليكون فنانا. هذا التعليق للدكتور أحمد فريد أستاذ الفنون الجميلة بجامعة الاسكندرية, ولعله يخفف من النظرة الغريبة لزوجة كاتبة الرسالة إلي مهنة زوجها والتي أدهشت الكثيرين.