افتتاح للموقع زيرو.. مراسم رسمية وشعبية.. خطب وبرامج وثائقية.. صور متعددة لاحياء ذكري الحادي عشر من سبتمبر ولكن يبقي الورق الوسيلة الأقدم والأبقي للتخليد. وبمناسبة مرور عشرة أعوام علي تدمير مركز التجارة العالمي في نيويورك صدر ت عدة كتب تتناول ذلك اليوم التاريخي والسنوات التي تلته بأساليب مختلفة, منها الشخصي والعاطفي والاكاديمي والتحليلي والمثيرة للجدل. تكشف هذه الكتب في مجملها عن الدروس التي تعلمها ويتعلمها المجتمع الأمريكي بل والعالم من هذه الأحداث المؤسفة, التي باتت فاصلا بين تاريخ العالم ما قبل الحادي عشر من سبتمبر2001 وما بعده. وفيما يلي عرض لبعض هذه الكتب. بطل رغم أنفه يروي هذا الكتاب قصة بنفانتي الذي تحول إلي بطل قومي, بعد مساعدة زملائه في البرج الشمالي بمركز التجارة العالمي للوصول إلي السلالم بعد أن تم الهجوم علي المبني, كما حمل هو وزميل له سيدة علي كرسي متحرك68 طابقا لانقاذها.ويحكي بنفانتي كيف كافح علي مدي الأعوام التالية في محاولة لتقبل الاحداث المؤسفة فضلا عن تقبل شهرته المفاجئة كبطل.يروي بنفانتي بتفاصيل مؤثرة كيف أصبح مكتئبا وساخطا و غير قادر علي تقبل نجاته في حين مات الالاف وتحولت بلاده بين ليلة وضحاها إلي أمة مكروهة ومستهدفة. يقدم مايكل بنفانتي والصحفي ديف هولاندر في هذا الكتاب قصة جذابة عن الصدمة الشخصية و القومية والصعوبة التي واجهها الجميع لتجاوز الأزمة. مذنب بالتواطؤ يتناول هذا الكتاب قصة رودي دكرز المهاجر الهولندي الذي يمتلك مدرسة هوفمان للتدريب علي الطيران في فلوريدا وهي المدرسة التي تدرب فيها اثنان من الارهابيين الذين شاركوا في أحداث الحادي عشر. بعد تدمير البرجين حاصر عملاء ال أف بي اي ومسئولو اداراتي المواصلات والهجرة دكرز ومدرسته بالاسئلة لاستخراج كافة المعلومات منه ولاكتشاف ما اذا كانت مدرسته متورطة في عمليات ارهابية.ورغم أن الكتاب يقدم سردا مطولا عن حياة دكرز في هولندا قبل هجرته للولايات المتحدة إلا أنه يجسد مشاعر الغربة والاضطهاد والخوف والكراهية التي شعر بها أثناء التحقيق. مطاردة الأشباح دراسة أكاديمية حول تصاعد حدة المخاوف من تكرار الهجمات الارهابية في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر, مع رصد عوامل المبالغة في هذه المخاوف سواء من جانب المسئولين الأمريكيين أو المواطنين. وتشير الدراسة, التي أعدها مايكل باركون أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيراكوز, إلي انه من السهل اثارة ذعر الرأي العام ازاء أي تهديد غير معلوم يتساوي في ذلك الارهابيون مع الخوف من الأوبئة مثل السارس أو انفلونزا الطيور أو الخنازير.كما تحذر الدراسة من أن الخبراء الحكوميين الذين فشلوا في توقع و تفادي أحداث الحادي عشر من سبتمبر يتشدقون بأنهم وضعوا مكافحة الارهاب في قمة أولوياتهم, في حين أن الاستراتيجيات التي يضعونها تهدف لتحقيق أهداف سياسية داخلية في المقام الأول دون الاهتمام بمدي فعاليتها في التصدي للارهاب. عندما تنجح جرائم الدولة ضد الديمقراطية هذا هو الكتاب العاشر لديفيد جراي جريفين أستاذ فلسفة الأديان بكلية كليرمونت, الذي يسعي من خلاله لتأكيد نظرية المؤامرة التي يؤمن بها مع آخرين, حيث يري أنه حتي بعد مرور عقد كامل علي الأحداث إلا أنه لم يتم بعد الكشف عن كل الحقائق ومدي تورط ادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش و حكومته في الهجوم الارهابي. الحقائق البسيطة يقدم الكتاب الذي ألفه آرثر نايمان وجريج روبرتس ما يصفه ب الحقائق البسيطة لانهيار برجي مركز التجارة العالمي, ويطرح مجموعة من الأسئلة يؤكد أنها تتحدي التفسير الرسمي للهجمات بل و يدعو إلي ضرورة إجراء تحقيق جديد مستقل في الأحداث للكشف عما حدث بالفعل. بعد الانهيار: الأدب الأمريكي منذ9/11 دراسة تحليلية حول تأثير الأحداث علي الأدب الأمريكي تكشف عن اخفاق في اللغة وعجز تعبيري في الكتابة عن الصدمة سواء في الرواية أو الشعر أو المسرحيات.كما تعقد الدراسة التي أعدها ريتشارد جراي الخبير البريطاني في الأدب الأمريكي مقارنة بين ما يواجهه الأدباء من صعوبات في التعبير عقب الحادي عشر من سبتمبر وما واجهه كتاب أمريكيون سابقون من صعوبات في التعبير عقب الحرب الأهلية و الحرب العالمية الأولي أو حتي عقب كثير من الكوارث الطبيعية. سينما ما بعد9/11 من خلال مشاهدة ودراسة أكثر من200 فيلم يتناول القلق الأمريكي عقب الحادي عشر من سبتمر, يقدم هذا الكتاب الذي ألفه جون ماركيرت أستاذ علم الاجتماع بجامعة كامبرلاند نظرة تحليله شاملة لتناول السينما الأمريكية للأحداث حيث كشف أنه في السنوات الأولي التالية للهجمات عمدت الأفلام للتركيز علي الهجمات نفسها وأعداء أمريكا, ثم بحلول2004 بدأت الأفلام تركز علي الحرب في أفغانستان والعراق وأصبحت تنظر بعين ناقدة للممارسات الأمريكية بالخارج ولسياسات الرئيس بوش. كما يقدم الكتاب تحليلا مماثلا للأفلام الأمريكية التي تناولت القضايا المتعلقة بالحرب والأمن القومي منذ الحرب العالمية الثانية.