تراقب الولاياتالمتحدة بقلق العلاقات المتوترة بين حلفائها مصر وإسرائيل وتركيا, والتي تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط والأهداف الأمريكية في المنطقة. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن واشنطن تعمل علي منع الأزمة الأزمة الأخيرة بين القاهرة وتل أبيب من الانتشار عبر الشرق الأوسط. وأوضحت أن واشنطن تأمل أن يكون حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية عملا منفردا. وأكدت أن الأوضاع الآن هدأت, وأن حكومتي القاهرة وتل أبيب تصرفتا بطريقة ملائمة. وأكدت أن الحكومتين المصرية والإسرائيلية تحدثتا عن ضرورة التحكم في مجري الأمور, وأن الحديث عن السيطرة علي الأوضاع أعطانا الأمل في الانطلاق نحو الأمام. وتعليقا علي توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا, أعربت عن أملها أن تتمكن الحليفتان من إصلاح علاقاتهما. وفي غضون ذلك, تناولت كبريات الصحف العالمية زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلي القاهرة, حيث اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن زيارة أردوغان يمكن تفسيرها علي أنها تعكس دعم العملية الديمقراطية الناشئة في مصر حيث يتصاعد الغضب الشعبي ضد إسرائيل, وتضامنا مع القاهرة في أعقاب مقتل خمسة جنود مصريين علي الحدود. وأضافت أن آثار زيارة أردوغان للقاهرة سوف تبدو جلية في المنطقة بأسرها. وأشارت الصحيفة إلي أن الشرق الأوسط لم يعد كالسابق, وأن علي أمريكا الاعتراف بتركيا كقوة فاعلة في المنطقة. ودعت الصحيفة البريطانية إلي ترميم واسع لسياسات الولاياتالمتحدة, إذ يتعين العمل الآن علي ايجاد حلول عادلة وسريعة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي اذا ما أرادت واشنطن الحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. ومن جانبها, ذكرت صحيفة ها آرتس الإسرائيلية أن هناك مخاوف مصرية من أن تدعم زيارة أردوغان إلي القاهرة زيادة الشعور المعادي لإسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن زيارة رئيس الوزراء التركي تمثل إحراجا للمجلس العسكري كما أنها ستشعل المظاهرات ضد الوجود الدبلوماسي الإسرائيلي في القاهرة وتقوي المعارضة ضد حكم المجلس. وأضافت أن أردوغان سيقدم نفسه في صورة المدافع عن الفسلطينيين. وقلل مسئول عسكري إسرائيلي من أهمية تحالف عسكري مصري تركي موجها ضد إسرائيل. أما صحيفة الاندبندنت البريطانية فتري أن النظام التركي الذي ينظر إليه باعتباره نظاما ديمقراطيا قويا ينتهج نهج الاسلام المعتدل أضحي نموذجا يحتذي به للحكومات الجديدة في كل من مصر وتونس وليبيا, لافتة الي أن موقف رئيس الوزراء التركي الحازم والدقيق تجاه إسرائيل التي كانت تعد حليفا لتركيا منذ أمد ليس بالبعيد أكسبه مزيدا من الشعبية في العالم العربي. في الوقت الذي تري فيه معظم الدول العربية أن الرئيس الامريكي باراك أوباما قد فشل في تقديم العون للفلسطينين مقابل دعمه الكامل إلي اسرائيل مما ساهم في انخفاض شعبية الولاياتالمتحدة ونفوذها في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن الفرصة سانحة الآن أمام تركيا لتملأ فراغا في أعقاب الثورات العربية وتعافي بلدانها كذلك لا تحظي تركيا بعدائية دول كثيرة إذ سعي الجانب التركي للتوسط بشأن برنامج إيران النووي بالإضافة إلي الدور الذي يلعبه في سياسات العراق نظرا لقدرته علي التوسط بين مختلف الأحزاب والطوائف والجماعات العرقية هناك. كذلك انتقد اردوغان ممارسات الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتظاهرين كما انتقد ما يحدث في ليبيا. وفي واشنطن, اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية جولة أردوغان في دول الربيع العربي محاولة تركية لتعزيز مكانتها في العالم العربي في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة حاليا. وأشارت إلي أنه حتي قبل عقد أي اجتماعات دبلوماسية في القاهرة, استهل اردوغان زيارته بالظهور في حديث تليفزيوني شعبي ووصفته مقدمة البرنامج بأنه ليس فقط الرجل الذي ينال شعبية وإعجابا واسعا في تركيا ولكنه يحظي بشعبية من جانب قطاع كبير من العرب والمسلمين في الشرق الأوسط. ونقلت عن رئيس الوزراء التركي دعم بلاده للثورات العربية, قائلا ان العالم يتغير علي النظام حيث ارادة الشعب ستكون هي الحاكمة, متسائلا لماذا يجب علي الأوروبيين والأمريكيين ان يكونوا الوحيدين الذين يعيشون بكرامة.